طهران، ميونيخ – أب، رويترز، أ ف ب – نفى الأميركيان شاين باور وجوش فتال المعتقلان في إيران منذ تموز (يوليو) 2009، تهمة التجسس الموجهة إليهما، خلال مثولهما للمرة الأولى أمام محكمة في طهران أمس. وأوقف باور وفتال في 31 تموز 2009، بتهمة دخولهما الأراضي الإيرانية في شكل غير شرعي من كردستان العراق، مع الأميركية سارة شورد التي أُطلقت بكفالة قيمتها 500 ألف دولار في أيلول (سبتمبر) الماضي وعادت إلى الولاياتالمتحدة. وأفادت قناة «برس تي في» الإيرانية الناطقة بالإنكليزية، بأن باور وفتال حضرا جلسة المحكمة الثورية، بخلاف شورد على رغم استدعائها. لكن محاميها قدّم إفادة عنها. وأضافت القناة أن الثلاثة نفوا تهمة التجسس الموجهة إليهم، والتي تليت عليهما خلال الجلسة، ودخولهم الأراضي في شكل غير شرعي. ويؤكد الثلاثة انهم كانوا يخيّمون في منطقة جبلية شمال العراق، وأن عبورهم المحتمل الحدود غير المرسومة بوضوح إلى إيران، هو مجرد خطأ. وكانباور وشورد يعيشان في دمشق حيث عمِل الأول صحافياً مستقلاً، والثانية مدرسّة للغة الإنكليزية. أما فتال فهو ناشط بيئي كان يزور صديقيه قبل الرحلة إلى كردستان العراق. لكن «برس تي في» نقلت عن مكتب المدعي العام في طهران تأكيده امتلاكه «دليلاً دامغاً على تعاون الثلاثة مع الاستخبارات الأميركية». وأشارت القناة إلى أن لا موعد للجلسة المقبلة للمحاكمة التي كانت مغلقة أمام الجمهور والصحافة، بما في ذلك السفيرة السويسرية في طهران ليفيا لو اغوستي التي تمثل سفارتها المصالح الأميركية لدى إيران. وأعلن مسعود شافعي محامي الأميركيين الثلاثة، أنه مُنع من رؤية باور وفتال قبل 4 أشهر من محاكمتهما، لتحضير دفاعه عنهما، معرباً عن ثقته بإثبات براءتهم من تهمة التجسس. وقال قبل الجلسة: «درست كلّ تفاصيل القضية، وأنا متأكد من براءة موكلي، وإن لا أساس لتهمة التجسس. وحتى إذا حصل الدخول غير المشروع (إلى الأراضي الإيرانية)، فيعود إلى أن الحدود غير مرسومة ولم يستطيعوا التعرّف إليها، وحتى إذا حدث ذلك، فأنهم غير مخطئين». ولفت إلى أن الدخول غير المشروع عقوبته القصوى السجن ثلاث سنوات، والتي يمكن تخفيفها بموجب القانون الإيراني إلى تسديد غرامة. على صعيد آخر، جدد وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي تأكيده أن وزارته «تعكف على صنع» منظومة صواريخ «أس-300» للدفاع الجوي، بعدما ألغت موسكو صفقة لتزويد طهران تلك المنظومة. وقال إن «الوزارة قامت حتى الآن بخطوات جيدة في هذا المجال». يأتي ذلك بعدما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفض بلاده فرض عقوبات جديدة على إيران، بسبب برنامجها النووي. وأشار خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن، إلى «استنفاد كامل» للعقوبات التي فرضها مجلس الأمن على طهران في حزيران (يونيو) الماضي، معتبراً أن «اقتراحات جديدة لفرض مزيد منها، ستستهدف خنق الاقتصاد الإيراني». أما سيرغي ايفانوف نائب رئيس الوزراء الروسي فأكد أن «لا خيار سوى مزيد من المحادثات» مع إيران، مذكراً بأن «روسيا تعارض تحوّل إيران إلى قوة نووية». إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء العمالية الإيرانية (إيلنا) بأن الرئيس التركي عبد الله غل سيزور طهران في 14 من الشهر الجاري، بدعوة من نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد. وأضافت أن غل سيناقش مع المسؤولين الإيرانيين خلال زيارته التي تستمر ثلاثة أيام، «العلاقات الثنائية والمسائل الإقليمية والدولية». تزامن ذلك مع إعلان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي خلال الاجتماع الثاني والعشرين للجنة الاقتصادية المشترکة بين إيران وترکيا في طهران، إن مسؤولي البلدين عازمون على زيادة حجم التبادل التجاري بين طهران وأنقرة ليبلغ 30 بليون دولار خلال السنوات الخمس المقبلة.