استعاد شاب القدرة على السمع الذي حرم منه، من خلال زرع سماعة عظمية إلكترونية في العظمة الداخلية للأذن على يد فريق طبي من مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، أجرى الجراحة أخيراً، التي تُعد «الأولى من نوعها على مستوى المنطقة الشرقية». وقال رئيس برنامج زراعة القوقعة استشاري الأنف والأذن والحنجرة في المستشفى الدكتور حازم العيد: «إن الجراحة أجريت لشاب كان يعاني من فقدان تام للسمع، إذ تبين من خلال الفحوص والأشعة المقطعية التي أجريت له، لقياس سماكة عظمة الأذن، وعمق حفرة جهاز السمع التي تتراوح بين 6 و 8 ملم، ضرورة إجراء جراحة زراعة لسماعة عظمية داخلية في الأذن». وأضاف العيد: «تم زرع «برغيين» معدنيين في العظم خلف الأذن أثناء الجراحة لتثبيت السماعة الداخلية، مع تركيب سماعة خارجية بلاقط خارجي للأصوات، يقوم بتحويل الصوت إلى ذبذبات كهرومغناطيسية، تُنقل للمستقبل الداخلي (السماعة)، الذي بدوره يحيل هذه الطاقة إلى ذبذبات اهتزازية، بترددات مختلفة تنتقل من طريق عظمة الرأس إلى الأذن الأخرى السليمة مباشرة، من دون الحاجة إلى المرور عبر الأذن الخارجية والوسطى»، لافتاً إلى أنه «عادة ما تتم برمجة الجهاز الخارجي بما يمكّن المريض من التواصل مع الجمهور، باستجابة سريعة في مختلف الأماكن». وأوضح أن ما يميز جراحة زرع سماعة الأذن العظمية، أنها من الجراحات «البسيطة»، التي تُجرى على مرحلة واحدة. ولا تستغرق أكثر من ساعة. كما أن جهاز السمع خفيف الوزن لا يتعدى 10 غرامات، إضافة إلى أنها تُزرع بصورة كاملة تحت جلد الرأس من غير أي أجزاء خارجية، إذ يستطيع الأطفال وكبار السن استخدامها بكل سهولة من دون حدوث مخاطر، ويمكن بعد التئام الجرح تركيب السماعة الخارجية مباشرة. وأكد أن نتائج زراعة السماعة العظمية للشاب بدت «مُرضية»، إذ تمكن بعد الجراحة من القدرة على تحديد مصادر الصوت بصورة دقيقة. كما تحسنت مهارات السمع لديه بشكل كبير، معتبراً السماعة العظمية «الحل الأمثل» لحالات فقدان السمع الحسي أو العصبي التوصيلي لجهة واحدة، أو العصبي التوصيلي لجهتين.