قال شقيق الشابة الهندية التي قضت نتيجة تعرضها لاغتصاب جماعي في نيودلهي في مقابلة نشرت امس، ان العائلة لن ترتاح إلا بإعدام القتلة شنقاً. وقال الشقيق لصحيفة «انديان اكسبرس» ان «المعركة بدأت للتو. نريد الإعدام شنقاً لجميع المتهمين وسنقاتل من اجل ذلك حتى النهاية». ويواجه ستة رجال اتهامات بالقتل بعد ان استدرجوا الشابة البالغة من العمر 23 سنة على متن حافلة في نيودلهي في 16 كانون الاول (ديسمبر) الماضي، وتناوبوا على اغتصابها ثم رموها من الحافلة بينما كانت تسير. وتوفيت الشابة متأثرة بجروحها في مستشفى في سنغافورة السبت وتم إحراق جثمانها في نيودلهي صباح اليوم التالي وفق الطقوس الهندوسية. وفي المقابلة ذاتها، تحدث والد الضحية عن أثر الفاجعة على اسرته ولا سيما زوجته المفجوعة. وقال الوالد: «زوجتي بالكاد تناولت الطعام في الاسبوعين الماضين». وأضاف: «إنها منهكة. اعتقد انها لم تكن جاهزة لمواجهة صدمة وفاة ابنتنا على رغم ان الاطباء كانوا يقولون ان حالها خطرة. بكت طوال يوم السبت لكن حالها ازدادت سوءاً خلال رحلة عودتنا الى الديار». وزاد: «الامر مؤلم للغاية. لم ادخل غرفتها. هي ولدت في هذا المنزل. كتبها وملابسها كلها هنا». وأضاف: «يصعب تصديق انني لن اسمع صوتها من جديد، لن تقرأ لي الكتب بالانكليزية بعد الآن». وينص القانون الهندي على عقوبة الإعدام لكنها قلّما تنفذ. وكانت آخر عملية اعدام نفذت الشهر الماضي بحق محمد اجمل قصاب، الناجي الوحيد من بين منفذي هجوم بومباي عام 2008. وكان ذلك اول حكم بالإعدام ينفذ في الهند خلال 8 سنوات. وبعد يوم من الاحتجاجات في مختلف أنحاء الهند الاحد على اغتصاب الطالبة في كلية الطب وقتلها، حمل سكان مدن عدة الشموع في وقفة احتجاجية صامتة إحياء لذكرى الطالبة امس. وكان الاغتصاب الجماعي للطالبة التي لم يكشف عن اسمها أثار موجة احتجاجات ومناقشات نادرة من نوعها على مستوى البلاد بشأن العنف ضد النساء في الهند. وفي نيودلهي حيث وقع الهجوم، جمع التماس يطالب بحكم بالإعدام للمغتصب مئة ألف توقيع. وقال بهارفيك أجاوال رئيس مؤسسة «اندرابراستا سينجيفيني» ان «في هذا الالتماس وضعنا مطالب للحكومة ورئيس اللجنة الوطنية للمرأة بأن تكون عقوبة الاغتصاب هي الإعدام وليس اي شيء آخر». وأظهرت بيانات الشرطة أن نيودلهي سجلت أعلى معدل للجرائم الجنسية بين المدن الهندية الكبرى، إذ تسجل حادثة اغتصاب كل 18 ساعة في المتوسط. وارتفعت حالات الاغتصاب التي يُبلّغ عنها بنسبة 17 في المئة في الفترة من 2007 إلى 2011 وفقاً لبيانات حكومية. ويقول نشطاء إن الكثير من حالات الاغتصاب في الهند لا يُبلّغ عنها والكثير من مرتكبيها لا يعاقبون والعدالة بطيئة، ويضيفون ان الحكومات المتتالية لم تبذل الجهد الكافي لضمان سلامة النساء. وفي اللحظات السابقة للهجوم الذي وقع في 16 الشهر الماضي، كانت الطالبة البالغة من العمر 23 سنة التي تنتمي الى الطبقة المتوسطة وتأهلت في الآونة الأخيرة لتتدرب كطبيبة نفسية في مستشفى خاص في نيودلهي، تسير مع صديقها مهندس برمجيات الكومبيوتر من دار للسينما في مركز للتسوق في جنوب العاصمة وفقاً لما ذكرته الشرطة. ونقلت الشرطة عن افادة أدلت بها الفتاة على فراشها في المستشفى قبل أن تتدهور حالها سريعاً، أن أحد الستة الذين وجهت لهم جميعاً تهمة القتل، أغرى الفتاة والشاب بركوب الباص ووعد بإنزال الفتاة عند منزلها. وبعد تحرك الحافلة ببضع دقائق ارتاب صديقها (28 سنة) حين انحرف الباص عن المسار المفترض وأوصد الرجال الباب. ثم وبّخوها لخروجها مع رجل في وقت متأخر من الليل مما دفع صديقها الى التدخل وأدى الى نشوب مشاجرة بالأيدي. وضربه المهاجمون بقضيب معدني ففقد الوعي وتحولوا الى الفتاة التي حاولت الدفاع عنه. وقالت الشرطة إن الرجال اعترفوا بعد إلقاء القبض عليهم بتعذيب الطالبة واغتصابها «لتلقينها درساً».