أكد سكان محليون في مناطق لواء الرمثا الأردنية المحاذية للحدود السورية وقوع اشتباكات عنيفة أمس بين الجيش السوري النظامي و «الجيش الحر»، موضحين أن قصفاً مستمراً وصل إلى داخل قرى المملكة ما أدى لحال من الهلع بين الأهالي الذين غادروا منازلهم، بعد أن أدت أصوات القصف لتكسير زجاج المحال والبيوت الصغيرة. وقالت مصادر إغاثة أردنية تعمل داخل قرى الرمثا ل «الحياة» إن «الاشتباكات التي وقعت فجر أمس ألزمت بعض الأهالي القاطنين للمناطق القريبة من الحدود السورية الهرب من كثافة النيران، خصوصاً بعد سقوط قذائف هاون بالقرب من المناطق السكنية، من دون أن تلحق أضراراً بشرية»، ولم تصدر الحكومة الأردنية أي رد رسمي على الحادث. وأفاد سكان في منطقة الطرة الحدودية ل «الحياة» بأن رصاص الجيش السوري النظامي وصل جدران منازلهم بعد اشتباكه مع قوات المعارضة. وتحدث هؤلاء عن إطلاق نار كثيف من جهة الجيش الأردني باتجاه مصدر النيران، بعد إطلاق الجيش السوري النار على جرحى كان الجيش الحر يحاول نقلهم إلى الأردن عبر الشيك لتلقي العلاج. وأكد نشطاء أردنيون وسوريون ل «الحياة» وصول 42 جريحاً من قرى محافظة درعا للأراضي الأردنية، توفي أحدهم وهو ناشط إعلامي يعمل لصالح شبكة شام الإخبارية متأثراً بجروح أصيب بها في قرية طفس. إلى ذلك، اعتبر مسؤول عسكري بارز في الجيش الأردني في حديث مع «الحياة» أن النظام السوري «يحاول تصدير أزمته إلى الأردن، من خلال خرقه المتواصل للحدود. وقال المسؤول إن «وحدات الجيش السوري المتواجدة على الحدود تعاني الاضطراب والتخبط في تحركاتها، وأن قراراتها الميدانية لا تُتّخذ عن تخطيط عسكري محكم»، موضحاً أنه «تم استهداف معظم المراكز والمفارز التابعة للجيش السوري على الحدود مع الأردن، وتدميرها من قبل الجيش الحر». وكشف المسؤول الأردني الذي فضل عدم نشر اسمه لحساسية الموقف، «تجهيز الجيش الأردني على الحدود مع سورية بمختلف أنواع الذخيرة والأسلحة الثقيلة والمتوسطة». وقال: «عملياً تم فرض حالة الطوارئ من جانبنا، ولدينا تعليمات صارمة للرّد المسلح بكثافة على أي محاولة للاعتداء على حدودنا». سياسياً، استقبل وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في عمان رئيس وزراء سورية السابق رياض حجاب الذي أعلن انشقاقه الصيف الماضي، وبحث معه آخر تطورات الأوضاع في الجارة الشمالية، بحسب ما أفاد مصدر رسمي أردني. وذكرت وكالة الأنباء الأردنية أن جودة «بحث في مقر الوزارة مع حجاب آخر المستجدات والتطورات على الساحة السورية والجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة والتعامل مع تداعيات الوضع السوري».