عقد أعيان وحكماء قبائل التبو والطوارق في جنوب غربي ليبيا اجتماعاً موسعاً في مدينة أوباري أمس، لاحتواء أي بوادر للخلاف أو الانشقاق قد تؤدي إلى زعزعة السلم الأهلي والتعايش بين المكونات القبلية في المنطقة. وأوضح أحد الناشطين في التجمع الوطني التابع للتبو أن المجتمعين خلصوا إلى عدم الانجرار وراء أي اعتبارات سياسية أو قبلية أو حزبية والمحافظة على أمن واستقرار منطقة الجنوب والمساهمة في الوحدة الوطنية الليبية ومعالجة القضايا العالقة والمؤثرة أولاً بأول. وكان رئيس المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته نوري بوسهمين زار دولة تشاد أول من أمس، حيث أبدى الرئيس التشادي إدريس ديبي حرص بلاده على دعم جهود الحوار بين الليبيين، معارضاً أي تدخل عسكري خارجي في ليبيا. وتردد أن ديبي قدم ضمانات بعدم السماح لقبائل التبو بالتدخل في جنوب ليبيا. إلى ذلك، رحّبت مصادر قوات «فجر ليبيا» ببيان أصدره «حكماء ورشفانة» طالبوا فيه الحكومة بضبط الميليشيات المسلحة وإرسال بعثة تقصي حقائق إلى المنطقة الواقعة غرب طرابلس، إضافة إلى فتح ممر إنساني لإغاثة منكوبي المعارك. واعتبرت مصادر «فجر ليبيا» أن البيان تضمن إيجابيات وجددت مطالبتها «حكماء ورشفانة» بتسليم مطلوبين للعدالة، كمقدمة لوضع حد للمعارك الدائرة هناك بينها وبين قوات «القبائل الشريفة» المتحالفة مع «عملية الكرامة» بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وكان مجلس «حكماء ورشفانة» طالب الحكومة بمعالجة الأوضاع الإنسانية في المدينة ورحب بالبيان الصادر عن مجلس النواب في طبرق، والذي «جاء معبراً عن مطالب أهل ورشفانة المتمثلة بتصنيف المنطقة منكوبة إنسانياً وفتح ممر إنساني بشكل عاجل». وأبدى المجلس دعمه أعمال البرلمان والقرارات الصادرة عنه. ورأى مجلس ورشفانة أن «ما يزيد الأمر تعقيداً هو عدم تفهم الحكومة الليبية ما يدور ميدانياً، حيث لم يتم وضع آلية لكبح انتشار الميليشيات ووقف الاعتداءات والقصف العشوائي وضمان حماية المدنيين الأبرياء والقضاء على إرهاب المسلحين الذين يروعون المدنيين في ورشفانة». وطالب أهالي ورشفانة الحكومة بالعمل بشكل عاجل على انتشار الجيش لحماية المدنيين.