قتل محمد الكيلاني عضو المؤتمر الوطني العام الليبي (المنتهية ولايته) في معارك في منطقة ورشفانة غرب العاصمة طرابلس، بين قوات من «فجر ليبيا» تحت قيادته، ومسلحي ما يعرف ب «القبائل الشريفة»، المنضوية في عملية الكرامة بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وينتمي الكيلاني لكتلة الوفاء للشهداء في المؤتمر. وسبق أن اتهمه رئيس الحكومة السابق علي زيدان بالوقوف وراء عملية اختطافه في آذار (مارس) 2013. وقتل الكيلاني فيما كان يقود مجموعة من المقاتلين في محور الحشان، في إطار حملة تشنها «فجر ليبيا» لاقتحام ورشفانة (20 كلم غرب طرابلس) وتطهيرها من مسلحين لجأوا إليها بعد طردهم من العاصمة الليبية أواخر الشهر الماضي. وأفادت مصادر في مدينة الزاوية (غرب) مسقط رأس الكيلاني، بأنه وقع في مكمن نصبه مسلحون من ورشفانة، أقدموا على تصفيته رمياً بالرصاص مع ثلاثة من مرافقيه مساء أول من أمس. واستجاب الكيلاني (52 سنة) مع عدد من أعضاء المؤتمر، لدعوة «فجر ليبيا» لإعادة إحياء البرلمان المنتهية ولايته في مواجهة مجلس النواب الجديد الذي يتخذ من طبرق مقراً له. وكلف المؤتمر عمر الحاسي بتشكيل حكومة موازية لحكومة عبدالله الثني. وبالتزامن مع المعارك في غرب طرابلس وجنوبها، تدور معارك عنيفة في بنغازي (شر البلاد) بين قوات حفتر ومقاتلين إسلاميين، أدت وفق مصادر طبية الى مقتل تسعة أشخاص على الأقل أمس. ويحاول مقاتلو «مجلس شورى ثوار بنغازي» المتحالفين مع «فجر ليبيا» السيطرة على مطار المدينة. وقال مسعفون إن القتلى التسعة هم من جنود حفتر، الذين أصيب 30 من رفاقهم بجروح، مع احتدام القتال في محيط المطار. وقال صقر الجروشي قائد الدفاع الجوي لقوات حفتر إنها لا تزال تسيطر على المطار. في غضون ذلك، أبلغت مصادر مطلعة «الحياة» أن رؤساء المجالس المحلية في الجنوب الليبي أطلقوا مبادرة لجمع الفرقاء من المؤتمر الوطني العام ومجلس النواب المنعقد في طبرق والنواب الذين امتنعوا عن الذهاب إلى هناك، والنواب الذين ذهبوا ثم امتنعوا عن مواصلة الالتحاق بجلسات المجلس الجديد. ويخطط رؤساء المجالس المحلية في الجنوب الذين وصلوا إلى طرابلس لطرح مبادرتهم أمس، إلى جمع الأطراف حول طاولة حوار في منطقة الجفرة وسط ليبيا، بهدف «تجاوز الخلافات والخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد نتيجة تعدد الرئاسات والسلطات».