بعد المبيعات الجيدة لقطاع الكروس أوفر، لا سيما الفئة الصغيرة المُدمجة الحجم منه، واتجاه صانعين إلى الوجود بقوة في تلك الفئة السريعة الانتشار، تشجعت لينكولن الأميركية وأطلقت موديلها MKC الذي ينتمي إلى الفئة ذاتها من خلال نافذة معرض لوس أنجليس في خريف العام الماضي، بصفته موديل عام 2015، لينافس تحديداً عروضاً بحجم آودي Q5 وبي إم في X3 ومرسيدس - بنز GLK. وكانت MKC أطلت أولاً في حلة اختبارية خلال معرض ديترويت مطلع عام 2013، في حين جاءت النسخة المخصصة للاستهلاك التجاري الواسع بطلة أكثر عصرية، من دون المقدّم الذي يذكرنا شبك تهوئته بعروض لينكولن الكلاسيكية في الماضي، مع الإشارة إلى أنه يمكن الزبائن اختيار MKC بمحركين مع ابتكارات إلكترونية حصرية شأن نظام التحذير من الاصطدامات الوشيكة مع الكبح التلقائي، ونظام المحافظة على المسار والتحذير عند تخطّيه، ونظام رصد الزوايا غير المرئية، إلى لمسات مترفة معززة داخلياً وخارجياً. من جهة ثانية، نجد أن الفئة السعرية المختارة لطراز MKC الأحدث الذي بدأ إنتاجه في الفصل الثاني من العام الحالي في مصنع لويسفيل، تبدأ من 33995 دولاراً للفئة القياسية، وتصل إلى 49370 دولاراً للفئة الأعلى تجهيزاً. تحمل الخطوط الخارجية لموديل لينكولن MKC المُدمج طابعاً شبابياً جريئاً بغرض قضم حصة كبيرة في قطاع عروض الكروس أوفر النخبوية المدمجة، والذي ازداد نمواً بنسبة تفوق ال200 في المئة منذ عام 2009. ويتطلّع أساساً إلى استهداف الفئة الفتية الشابة من زبائن العروض النخبوية خصوصاً. وقد استعار مصممو لينكولن خطوطاً خارجية من الموديل الشقيق MKZ السيدان لعام 2013، بدءاً من شبك التهوئة المقسّم إلى جزءين والمزيّن بلمسات كرومية جذابة، فضلاً عن المصابيح الرئيسية المتأقلمة الأفقية الامتداد والمتضمنة أضواء LED متوهجة، مروراً بالزجاج الأمامي المنحدر وخط السقف شبه الملتوي باتجاه المؤخر، وصولاً إلى الأكتاف العريضة التي تخفي وراءها عجلات جذابة متعددة الذراع. كما لا يمكن إغفال السقف البانورامي الزجاجي بالكامل. وبالانتقال إلى الجهة الخلفية، نجدها لا تقل بهاءً وجمالاً، خصوصاً مع المصابيح ذات الخلفية الحمراء والعاملة بأضواء LED المتوهجة والممتدة بعرض السيارة، والجانح الخلفي المُدمج بالسقف، ومخرجي العادم الرياضيين، وغيرها من اللمسات الجمالية العصرية. مقصورة مترفة وتتسع المقصورة الداخلية لخمسة ركاب، وتعكس الحرفية والعناية بالتفاصيل. وفي هذا السياق، يمكن تسجيل تداخل الجلود الفاخرة بتطريزاتها الفرنسية الطابع والأخشاب المطعّمة وزوائد الألومنيوم الجذابة، علماً أن لوحة القيادة جاءت أنيقة وعصرية من خلال كونسول وسطي يبدو وكأنه «طافي» مع تراص أزرار التحكّم بالوظائف الحيوية المختلفة وعتلاتها بتصرف السائق. كما لا يمكن غض الطرف عن المقود الجديد المتعدد الاستخدامات الثلاثي الأذرع، والمنتظر تدعيمه بعروض لينكولن المستقبلية، وهو مكسو بالكامل بالجلود الفخمة مع وضع الجينات الوراثية التصميمية الجديدة للعلامة الأميركية بين يدي السائق. أيضاً، يمكن ملاحظة النظام الصوتي المحسّن الجديد المكون من 14 سماعة لتجربة فريدة غير مسبوقة، فضلاً عن نظام My Lincoln Touch الذي يسمح بتواصل أيسر وآمن للسائق مع أنظمة السيارة، والمؤلف من شاشة عرض ملونة قياس 8 بوصات وعتلات وأزرار التحكّم العاملة باللمس، إلى علامة لينكولن المثبتة على مواضع في المقصورة. ومن ضمن تجهيزات الراحة والترف، تبرز المقاعد الجلدية التي يمكن ضبط وضعيتها كهربائياً في أكثر من اتجاه، والخيوط المطرّزة على الأبواب ومساند الأذرع، إلى جانب المكيّف الفعال الذي يمكن ضبط خياراته أوتوماتيكياً، والمقاعد الخلفية التي تتميز بمرونتها العالية من خلال إمكانية طيها كلياً أو جزئياً لتمرير مزيد من الأمتعة، والباب الخلفي الذي يمكن التحكّم في فتحه وغلقه كهربائياً، وغيرها. وعلى صعيد تجهيزات السلامة والأمان، اعتمدت MKC الجديدة مجموعة من تجهيزات السلامة والأمان قياسياً، تتمثل في 7 وسائد هوائية وأحزمة الأمان الثلاثية نقاط التثبيت المزودة بخاصية الشدّ المسبق والارتخاء التدريجي، جنباً إلى جنب مع الهيكل الفولاذي الصلب والمزود بألواح قابلة للالتواء بهدف امتصاص وقع الارتطام عند الصدمات. قدرات كبيرة ميكانيكياً، تستفيد لينكولن MKC من محركين فئة إيكوبوست أي مع شاحن هواء «توربو» ومن 4 أسطوانات. وجاء أصغر هذه المحركات بسعة ليترين، يولّد 240 حصاناً عند 5500 د.د، مع أقصى عزم دوران يبلغ 366 نيوتن/ متراً عند 3000 د.د، في حين جاء المحرّك الأكبر سعة 2.3 ليتر بقدرة 275 حصاناً عند 5500 د.د، مع أقصى عزم دوران يبلغ 406 نيوتن/ متر عند 3000 د.د بدوره، مع الأخذ في الاعتبار أن الفتحات النشطة التي تؤدي عمل المصراع بشبك التهوئة الأمامي ساهمت في شكل كبير في خفض معدّلات استهلاك الوقود على الطرق السريعة. ويتصل المحرّكان بعلبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب تنقل عزم الدوران قياسياً إلى العجلات الأمامية (18 بوصة قياسياً)، مع توافر نظام دفع رباعي وعجلات قياس 19 بوصة ضمن التجهيزات الإضافية. تجربة مقنعة لعل أول ما يلفت النظر عند تجربة جديدة لينكولن، ما أسمته الشركة الأميركية بتقنية «رصد الاقتراب» التي تستشعر اقتراب مالك السيارة منها مع الاستجابة بأضواء تنبعث من أرضيتها بجانب الأبواب الأمامية، ثم في آن واحد تومض مقابض الأبواب والمصابيح الرئيسية والخلفية بأضواء هادئة ترحيباً بالسائق. كما باتت MKC أول سيارة لينكولن تتيح لمالكيها الاستفادة من تطبيق بالهواتف الذكية للتحكّم بالسيارة. ويتيح التطبيق فتح السيارة وغلقها وتشغيلها، بل وإيجادها وضبط درجة حرارتها الداخلية. ويتضمّن نظام الدفع الرباعي الدائم الذكي تقنية التحكّم المستمر بمخمدات أنظمة التعليق، فيمكن السائق استخدام نظام التحكّم بالقيادة والاختيار ما بين ثلاثة أنماط مختلفة، هي: الرياضية «سبورت»، المريحة «كومفورت»، والعادية «نورمال». يذكر أن تقنية التحكّم المستمر بالمخمدات ترصد الطريق بمختلف الأوقات مع استجابة التعليق في غضون 20 مللي ثانية، ما يعني توفير سلوك ديناميكي مريح لا يتأثر بعوامل الطريق أو ظروفها. وبالنسبة إلى الأنظمة الإلكترونية الفائقة، يمكن ذكر نظام التحذير من الاصطدامات الوشيكة مع الكبح التلقائي. وهو يحذّر السائق عند رصد اصطدام أمامي وشيك من خلال أصوات تنبيهية وإنذارات مرئية على الزجاج الأمامي وزيادة حساسية الكبح عند الطوارئ. وهناك أيضاً نظام التحذير من تخطي المسار والحفاظ عليه من خلال كاميرات مثبتة على مرايا الرؤية الخلفية للتعرّف إلى خطوط المسارات المرورية مع مساعدة السائق في الإبقاء على حارته المرورية من دون شرود، فضلاً عن نظام رصد الزوايا غير المرئية وأيضاً نظام التحذير من السير المقبل من أي من الجانبين الخلفيين Cross Traffic Alert، أثناء الرجوع من بين سيارتين مثلاً، وذلك للتنبيه من حصول حادث اصطدام وشيك، من خلال مستشعرات أمامية وخلفية، ومثبّت السرعة المتأقلم، ناهيك عن نظام «أدفانس تراك» للتحكّم الإلكتروني بالثبات، ونظام مانع الانغلاق الكبحي ABS، وموزّع قوى الكبح عند الطوارئ EBD، وغيرها من الأنظمة الفعالة الأخرى. والآن يتنظر كيف سيتكيف المستهلك في منطقتنا العربية مع هذه المركبة. وهنا يبرز التحدي أمام لينكولن، خصوصاً مع مجموعة المنافسين الموجودين في الساحة.