بفضل رحابتها وعملانيتها المعززتين ومحركاتها القوية فئة V8، وتجهيزاتها الغنية، سيطرت شفروليه تاهو على قلوب عدد من عشاق العروض الترفيهية الرياضية المتعددة الاستخدامات (SUV) منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي. ومنذ طرحها للمرة الأولى في الأسواق قبل حوالى عقدين، لم تواجه تاهو منافسة شرسة مثلما هي الحال الآن، بل ساهمت في شكل كبير في الترويج لعروض الSUV الكبيرة الحجم وقتذاك، كما كانت تصنّف في مرتبة أدنى على صعيد الحجم من الطراز الشقيق «العملاق» سوبربان. ومع توافر خيارات عدة أمام المستهلك، خصوصاً عروض الكروس أوفر الكبيرة الحجم التي تعد أكثر كفاءة في استهلاك الوقود وأكثر سهولة في القيادة وأرحب من الداخل، احتدمت المنافسة بقوة، فما كان أمام شفروليه إلا تقديم الجيل الرابع الأحدث من تاهو في خريف العام الماضي، بصفته موديل عام 2015. وفي حزيران (يونيو) الماضي، لبّت «الحياة» دعوة المكتب الإقليمي لجنرال موتورز إلى الإمارات لاختبار هذه المركبة الجديدة، والوقوف على أبرز التعديلات والتحسينات التي نالتها. عند تأملك تاهو الجديدة تلاحظ سريعاً الخطوط الديناميكية المنحوتة بعناية بالغة من الجوانب، وسط حصرية تصميمية فريدة. إذ تعبّر المقدّمة حقيقة عن هوية شفروليه من خلال اعتماد غطاء محرّك مصنوع من الألومنيوم الخفيف الوزن، إضافة إلى مصابيح رئيسية وشبك تهوئة أمامي مكوّن من قسمين يتوسطهما شعار شفروليه المزيّن بالكروم بالكامل، مع الإشارة إلى أن المصابيح الرئيسية جاءت بتصميم كبير الحجم مع لمضات LED فائقة التوهج، وهي تتشابه تقريباً بالموديلين تاهو وسوبربان. وساهمت الأبواب الجديدة في تعزيز الهدوء داخل المقصورة، وبالتبعية، تحسين الأيرودينامية، إلى جانب ألواح الباب الخلفي المصنوعة من الألومنيوم أيضاً مع عتبات جانبية مزيّنة بالكروم ضمن التجهيزات القياسية. كما استعانت شفروليه تاهو بعجلات يتراوح قياسها بين 18 و22 بوصة، وجنيح خلفي مُدمج بالسقف، إلى مصابيح خلفية عمودية وسكك تثبيت بأعلى السقف. فخمة و مريحة تتسم المقصورة الداخلية بمكوّنات ذات جودة ناعمة مقبولة وسط تداخل الجلود الفاخرة المطرزة وزوائد الألومنيوم الجذابة مع القشور الخشبية المطعّمة. ولبست لوحة القيادة ثوب الأناقة وتتضمن شاشة ملوّنة عاملة باللمس قياس 8 بوصات مع مساحة تخزين جيدة خلفها، إضافة إلى كونسول وسطي يتضمّن أزراراً وعتلات التحكّم بوظائف حيوية مختلفة بتصرّف السائق، ومساحة تخزينية كبيرة بالكونسول الوسطي تكفي لوضع حاسب لوحي أو جهاز Ipad. كذلك نالت هذه المقصورة مقوداً رباعي الأذرع متعدد الاستخدامات مكسوّاً بجلود مطرزة، زرّ تشغيل المحرك من دون استخدام المفاتيح التقليدية، إضافة إلى مكيّف يمكن ضبط خياراته أوتوماتيكياً مع فصل درجة الحرارة في أكثر من مكان، وصف ثانٍ وثالث من المقاعد يُطويان بالكامل، مع إمكان طيهما كهربائياً ضمن التجهيزات الإضافية، علماً أن المساحات المخصصة لأرجل الركاب في صف المقاعد الثاني زادت بمقدار 50 ملم مقارنة بالطراز السابق. وإلى جانب تقنية «ماي لينك» MyLink، نجد 6 وصلات للناقل العام USB وستة مخارج للطاقة، لتدعيم الأجهزة الكهربائية وشحنها بالأنواع كافة. لكن، لا يتوافر في تاهو حتى في الفئات الأعلى تجهيزاً، نظام ترفيهي خلفي خاص بالركاب الخلفيين مع شاشتي عرض، بل في موديل سوبربان فقط. ميكانيكياً، زوّدت تاهو الجديدة بمحرّك أحدث فئة V8 سعة 5.3 ليتر يولّد قدرة 355 حصاناً عند 5600 د.د، وعزم 519 نيوتن/ متر عند عدد دورات يبدأ من 4100 د.د، علماً أنه يتضمّن تقنيات متطورة أبرزها البخ المباشر للوقود ونظام إدارة الوقود النشط الذي يخفّض عدد الأسطوانات العاملة إلى النصف في ظروف القيادة العادية أو عندما لا يكون هناك حاجة للاستفادة من الطاقة الكبيرة للأسطوانات الثماني، إضافة إلى نظام التحكّم المستمر المتغاير لفتح الصمامات وزاوية هذا الفتح. ويتصل هذا المحرّك بعلبة تروس أوتوماتيكية سداسية النسب فئة «هيدراماتيك» تنقل عزم الدوران إلى العجلات الخلفية أو الأربع حسب الفئة المختارة. ويستهلك في المتوسط غالوناً واحداً من الوقود لكل 22 ميلاً مقطوعة على الطرق السريعة، ولكل 16 ميلاً على الطرق المُدُنية، مع الدفع الرباعي للعجلات. وبالنسبة لأنظمة التعليق، اعتُمِدَ نظام تعليق أمامي مستقل، مع نوابض معدنية وعارضة مانعة للتمايل الجانبي ومخمّدات أنبوبية مزدوجة، ونظام تعليق خلفي خماسي الوصلات مكوّن من محور صلب مع عارضة مانعة للتمايل الجانبي. وبالنسبة لفئة LTZ الأعلى تجهيزاً، هناك نظام التحكّم المغناطيسي للتعليق. وأيضاً، هناك 4 أسطوانات كبح مع دوّارات كبح فئة Duralife تكفل ديمومة أطول للأداء. أمان وثقة عند قيادتي تاهو الجديدة من شفروليه، تملكني شعور كبير بالثقة والطمأنينة، ليس فقط لأني أقود مركبة بجحم كبير، إنما أيضاً لما نالته من تجهيزات سلامة وأمان، تتمثل في وسائد هوائية، أبرزها تلك الموجود في منتصف المقاعد الأمامية الوحيدة في فئتها والمصممة للانتفاخ بين السائق والراكب الأمامي لحماية أكيدة من التصادمات الجانبية، فضلاً عن أحزمة الأمان الثلاثية نقاط التثبيت المزودة بخاصية الشدّ المسبق والارتخاء التدريجي، والهيكل الفولاذي الصلب والمزوّد بألواح قابلة للالتواء بهدف امتصاص وقع الارتطام عند الصدمات. كذلك تتوافر في طراز تاهو 2015 وسائل الأمان ضد السرقة، منها حساسات كسر الزجاج، ومستشعرات لرصد الحركة، وحسّاس استشعاري خاص يُطلق صفارة تحذير إذا ما حاول أحدهم سرقة الإطارات أو العجلات، أو حتى قطر السيارة أو رفعها على إحدى الشاحنات، وغيرها. ويرتفع شعور الثقة والأمان من خلال الأنظمة الإلكترونية المتطورة، مثل نظام الحماية الشاملة من الاصطدمات بنسبة 360 درجة من محيط السيارة، إلى جانب نظام ستابيلتي تراك للتحكّم الإلكتروني بالثبات، ونظام مانع الانغلاق الكبحي ABS، وموزّع قوى الكبح عند الطوارئ EBD، إلى باقة جديدة من الأنظمة أبرزها أنظمة الكبح الأوتوماتيكية الأمامية والخلفية ونظام التحذير من الاصطدامات الأمامية عند تخطي المسار ومثبّت السرعة المتأقلم على السرعات، ونظام رصد الزوايا غير المرئية. أما أكثر ما يلفت المرء فهو مقعد التحذير الآمن العائد لشفروليه الذي يوفر اهتزازات تنبيهية لتحذير السائق من خطر اصطدام وشيك، وغيرها. باختصار، نجحت شفروليه برفع سقف المنافسة في قطاع ينتظر المستهلك كل يوم ابتكاراً جديداً وعملانياً، ومن المؤكد أن تاهو 2015 ستتابع مسيرة التألق التي بدأت قبل حوالى عقدين من الزمن.