تصدرت انتخابات الاتحاد السعودي لكرة القدم المشهد الرياضي لعام 2012، وعلى رغم كل الأحداث التي عصفت بأجواء الرياضة في العام الماضي، إلا أن المشهد الانتخابي الأول في تاريخ اللعبة الأكثر شعبية في السعودية، مثّل أبرز صورة رياضية. فيما عدا ذلك لم يكن العام الماضي بأفضل حال من سابقه، إذ تواصل جفاف الانجازات، وواصلت الرياضة السعودية تراجعها، ولا سيما على صعيد المنتخبات الوطنية. فكان لخروج المنتخب الأول من التصفيات الأولية المؤهلة لكأس العالم 2014 المنتظر إقامتها في البرازيل على يد «الكانغارو» الأسترالي الأثر الأكبر، فأعلن الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل استقالته من اتحاد كرة القدم، بعد الضغوطات الكبيرة التي لحقت به جراء هذا الإقصاء، ليخلفه أحمد عيد في رئاسة الاتحاد الموقت، فشغل الكرسي الساخن أول اسم من خارج الأسرة المالكة. واستمر الاتحاد الموقت في أداء مهامه حتى رضح الاتحاد السعودي لضغوطات (الفيفا) ليعلن تنظيمه انتخابات لاختيار الرئيس وتشكيل أعضاء اتحاد كرة القدم، فشهدت تنافساً محموماً بين نائب رئيس نادي الشباب خالد المعمر والرئيس الموقت أحمد عيد الذي تفوق بفارق صوتين عن المعمر. التراجع الكبير والمخيف لتصنيف «الأخضر» تواصل، إذ احتلت السعودية المرتبة ال126 كأسوأ رقم تصل إليه في تاريخها. ظلمة التصنيف الذي توالت مفاجآته الشهيرة كشفته بعض الإنجازات التي حفظت للرياضة السعودية شيئاً يسيراً من كرامتها، وإن كانت في معظمها بعيدة عن كرة القدم، إذ تمكن الفرسان الأربعة الأمير متعب بن عبدالله ورمزي الدهامي، وكمال باحمدان وعبدالله الشربتلي من تحقيق الميدالية البرونزية في قفز الحواجز ضمن بطولة الألعاب الأولمبية في لندن، وهي ثالث ميدالية في تاريخ المشاركات السعودية في المنافسات. كما جاء إنجاز كرة اليد المتمثل في تأهل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم في إسبانيا مطلع العام الجديد ليروي شيئاً من عطش الرياضة السعودية ومتابعيها، بعد أن تمكن من هزيمة المنتخب الياباني وخطف المركز الثالث في البطولة التي استضافتها مدينة جدة. وكاد فريقا الأهلي والاتحاد السعوديان ينهيان مسلسل صوم الأندية السعودية عن الألقاب القارية بعد أن تأهلا إلى الدور نصف النهائي لمنافسات دوري أبطال آسيا، قبل أن يبلغ الأهلي المباراة النهائية أمام أولسان الكوري الجنوبي، إلا أن أبناء الشرق الآسيوي جرعوا ضيفهم خسارة ثقيلة بثلاثة أهداف من دون رد. صغار «الأخضر» نجحوا في تحقيق ما عجز عنه كباره، إذ حقق المنتخب السعودي (تحت 21 عاماً) بطولة دول مجلس التعاون الخليجي التي أقيمت في الدوحة بعد تجاوزهم نظيرهم البحريني بهدفين من دون رد، كما حقق المنتخب السعودي (تحت 18 عاماً) البطولة ذاتها، بعد فوزه على قطر بهدف وحيد. وعلى الصعيد الداخلي، استطاع الشباب السعودي معادلة رقم الاتفاق والهلال بتحقيقه لقب الدوري السعودي من دون أي هزيمة، إضافة إلى تحقيقه رقماً جديداً بخروجه من 34 مواجهة متتالية في الدوري فائزاً أو متعادلاً، حتى أوقف فريق الفتح سباق «الليث»، بعد أن أثقل الشباك الشبابية بأربعة أهداف. كما واصل الهلال سيطرته على لقب كأس ولي العهد فحققه للمرة الخامسة على التوالي وال11 في تاريخه بعدما أنهى طموحات الاتفاقيين في المباراة النهائية وتجاوزه بهدفين في مقابل هدف. واستعادت الجماهير النصراوية شيئاً من أنفاسها، وهي تشاهد فريقها يشق طريقه في بطولة كأس الملك قبل أن يصطدم بالأهلي الذي قضى على أحلام العودة بأربعة أهداف في مقابل هدف وحيد للنصر. التراجع الكبير للرياضة السعودية، لم ينعكس بكامل سوداه على الشارع الرياضي الذي لا يزال متمسكاً بشيء من الأمل، وقليل من التفاؤل في ظل التغيرات الكبيرة التي شهدتها الرياضة في نهاية العام، منتظراً أن يستعيد المنتخب والأندية بريق أزمنة مضت فتعود هيبتها المعهودة.