أقفلت الحكومة العراقية الدوائر الرسمية لتعذر وصول الموظفين إلى مكاتبهم بسبب الأمطار التي حولت الشوارع إلى سيول، فيما أعلنت دائرة الأنواء الجوية أن الأمطار كانت الاغزر منذ ثلاثين عاماً. وأسفرت الأمطار عن أضرار بالغة بالمنازل والمحلات التجارية. ودمرت بيوت، أو تسربت كميات كبيرة من المياه إليها. وحاولت الدوائر البلدية تلافي الأضرار. وقال أمين بغداد عبد الحسين المرشدي في بيان، تلقت «الحياة» نسخة منه، إنه شكّلَ «خلية أزمة للسيطرة على المياه التي هطلت بغزارة، وفاقت القدرة الاستيعابية لمحطات الصيف». ونقلت محطات التلفزة عن مسؤول في مجلس الوزراء أنه «قرر تعطيل الدوام الرسمي اليوم (أمس) في بغداد بسبب استمرار هطول الأمطار». وأكدت دائرة الأنواء الجوية، في بيان تلقت «الحياة» نسخة منه، إن «كمية الأمطار التي هطلت في بغداد طوال الثلثاء هي الأكثر غزارة منذ نحو ثلاثين عاماً. ووصلت الى 67 أي نصف المعدل السنوي». وكشف هطول الأمطار النقص الفادح في الخدمات، خصوصاً في الصرف. وتشكو البلديات من نقص في الموازنة، لكن مراقبين يعتقدون بأن الفساد يحول دون تحقيق تقدم في البنى التحتية، ومنها ما يتعلق بالخدمات البلدية. وأعلنت دائرة الدفاع المدني أن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم، وأُصيب اثنان جراء الأمطار، فيما أفاد شهود أن «منزلاً في منطقة الفضيلة (شرق بغداد) انهار، مساء الثلثاء، ما أسفر عن مقتل أحد أفراد الأسرة». وأضاف المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه أن «احد المرضى توفي، في قطاع 74 في مدينة الصدر، لتعذر نقله إلى المستشفى بسبب غرق الشوارع بمياه الإمطار». وقال بغداديون ل «الحياة» إن «المياه تسربت إلى منازلهم، في مدينة الصدر وشارع فلسطين والكبر والغزلان (شرق)، والمحمودية (جنوب)، وأبو غريب (غرب)». وكانت آليات تابعة لأمانة بغداد سارعت، صباح أمس لسحب المياه من الشوارع الرئيسية وسط العاصمة، في حي الكرادة والمنصور والجادرية، وهي قريبة من دوائر حكومية مهمة، فيما تعاني مناطق بعيدة أضراراً فادحة بسبب انهيار المنازل. وفي محافظة واسط (جنوب بغداد) تمكن ناشطون عراقيون من إخلاء قرية بعد انهيار منازل فيها بسبب الأمطار التي ضربت المحافظة، من دون تسجيل خسائر بشرية.