أغرقت الأمطار والسيول ثغر جدة مرة أخرى أمس (الأربعاء)، وسط طقس مطير اجتاح معظم أرجاء السعودية. ولقي شخصان، أحدهما في جدة والآخر في المنطقة الشرقية مصرعهما من جراء الأمطار. وأصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمراً ملكياً أمس وجّه فيه بأن «يعتمد حالاً ودون أي تأخير البدء بتوفير كل التعزيزات للحد من تلك الأضرار». وأمر خادم الحرمين «جميع الجهات المختصة بالعمل ليلاً ونهاراً لإنهاء هذا الأمر، ومن يتهاون في هذا الأمر الخطير فيحاسَب بشدة». وعلى رغم أن الأمطار كانت غزيرة في المنطقتين الوسطى والشرقية، إلا أنها كانت فاجعة في جدة، حيث انهار سد احترازي، وغمرت المياه أحياء بارتفاع الطابق الأول، وتسبب ذلك بدوره في احتجاز معلمات وطالبات وسكان استعصم بعضهم بسطوح مساكنهم بانتظار فرق الإنقاذ. وأعلنت السلطات البلدية والأمنية والصحية وفرق الدفاع المدني حال الطوارئ، وأخلت مناطق من سكانها. وانقطعت شوارع جدة الرئيسية بعدما تحولت بحيرات ومستنقعات. وقررت جامعة الملك عبدالعزيز تأجيل اختبارات طلابها الذين احتجزت الأمطار عدداً منهم في مباني الجامعة خصوصاً من الطالبات، فيما أبلغ عن اندلاع حرائق في أماكن عدة من جراء تماسات كهربائية. وأعلن في وقت متأخر ليل أمس انهيار ثلاثة مبان في منطقة جدة التاريخية (البلد). وقال أولياء أمور إنهم تركوا بناتهم المحتجزات في دار الحكمة لقضاء ليلتهن هناك بعد تعذر إنقاذهم. وشهدت جدة – أقدم ثغور السعودية على الخاصرة الغربية للبحر الأحمر – أمس أمطاراً غزيرة استمرت أربع ساعات، انهار بسببها سد احترازي أنشئ لحماية ضاحية «أم الخير»، ما أدى إلى إعلان الطوارئ، وإخلاء مناطق، واضطر السكان إلى الاعتصام بسطوح مساكنهم طالبين الإنقاذ. ورافقت الأمطار رياح بلغت سرعتها 70 كيلومتراً في الساعة. وترددت أنباء غير مؤكدة عن وقوع وفيات. وتلقت جهات الإنقاذ بلاغات عدة عن حالات احتجاز في مساكن ومدارس وأماكن عمل. وأعلنت سلطات الشؤون الصحية في جدة الاستنفار في مستشفيات المدينة، وأعلنت جامعة الملك عبدالعزيز في جدة تأجيل اختبارات طلابها وطالباتها، حرصاً على سلامتهم. واحتجزت مياه الأمطار العاملين في برج التلفزيون السعودي. وأبلغ عن اندلاع حرائق في أماكن عدة. وظلت شوارع جدة الرئيسية مغلقة أمس بعد تحولها إلى بحيرات ومستنقعات. وتوقعت رئاسة الأرصاد السعودية هطول مزيد من الأمطار في جدة ومنطقة مكةالمكرمة اليوم (الخميس). وذكرت أن كمية المطر في أحياء جدة الجنوبية بلغت أمس 100 ملم. وفي المنطقة الشرقية من المملكة، توفي سعودي وأصيب 4 في أمطار غزيرة (الأربعاء). واضطر المصلون إلى أداء صلاتي المغرب والعشاء جمعاً بسبب غرق الشوارع بمياه الأمطار. وتضررت منازل عدد من السكان. وفي محافظة الأحساء (شرق السعودية) ارتفع منسوب مياه الأمطار في بعض الطرقات إلى نحو نصف متر. وذكرت شرطة المرور وقوع عدد من حوادث السير. وهطلت أمطار غزيرة أيضاً في العاصمة السعودية الرياض فجر الأربعاء تسببت في قطع التيار الكهربائي عن عدد من المنازل. ولم ترد أنباء عن إصابات، بسبب هطولها ليلاً. وتوقع خبراء الأرصاد هطول مزيد من الأمطار بسبب منخفض السودان الجوي الذي أسفر عن انخفاض كبير في درجة الحرارة. خادم الحرمين يوجه بتوفير كل التعزيزات للحد من أضرار أمطار «جدة» خالد الفيصل: ننفذ أوامر الملك حرفياً جدة: «أربعاء أسود» جديد يحتجز الطالبات والمعلمات... ويجبر المساجد على «الجمع» جدة: سدود تنهار وأحياء تغرق... وطائرات تفشل في إنقاذ «المحتجزين»! أمطار «العروس» وصلت إلى 100 «ملليمتر» «الرياض»: «زخات» توقظ النائمين... وتقطع «التيار» عن منازل وفاة مواطن و4 إصابات في أمطار «الشرقية»... و«الأمانة» تكتفي ب «بيان منسوخ» «جدة» تصرخ:«إني أغرق» !