عانقت قاعة عمان في فندق قصر البستان في مسقط أول من أمس، نغمات العود العربي الأصيلة لتُبحر بالحاضرين الى زمان الوصل في الأندلس. وحوّلت «جمعية هواة العود» بمهرجانها الثالث «شدو المقام» الذي تنظّمه في نهاية كل عام، عتمة الليل الى نور موسيقي ملؤه العشق والحنين الى زمن الفن الأصيل والمقامات العراقية. أكثر من 25 عازفاً غالبيتهم عُمانيين فاجأوا الحضور بتقنيات عزفهم البديعة على العود بمشاركة آلات موسيقية أخرى، وروح التناغم الواضحة في ما بينهم. وكانت للأطفال حصّة كبيرة من السهرة الجميلة، إذ قدّم أربعة منهم مقطوعات من التراث الشرقي غلب عليها مقام بياتي وسماعي بياتي، إضافة إلى مقطوعة «البنت الشلبية» لجارة القمر فيروز ومعزوفة «اسكدار» التركية. وخصّصت فقرة أخرى للجنس اللطيف، قدمتها خمس فتيات عزفن على آلة العود مقطوعات عربية وأجنبية. بدأت السهرة باستهلال شرقي قدمت فيه تقاسيم «سماعي كرد» للمؤلف عبده داغر، و«لونجا فراق» للمؤلف جميل بشير. أما الفقرة الثانية، فتضمنت تنويعات شرقية مثل «تملي في قلبي» لمحمد فوزي و«يا ورد من يشتريك» لمحمد عبدالوهاب و«افرح يا قلبي» لأم كلثوم و «يا دارة دوري فينا» لفيروز و«يا رايح وين مسافر «لدحمان حراش و «لاموني اللي غارو مني» للهادي الجويني و «أي دمعة حزن لا» لعبدالحليم حافظ. ومن الطرب العربي انتقل العازفون إلى التركي من خلال معزوفة «لونغا سلطان يكاه» للمؤلف جوكسيل و«لونغا حجاز كار» للمؤلف وانيس وارطانيان. وكان مسك الختام مع اللون الخليجي من خلال باقة طاف عليها العازفون سريعاً في تنويع بين التراث والمعاصر عبر «حبيب القلب ما قصدك» لموزة خميس، و«تعلق قلبي» لهيام يونس، و«عذروب خلي» لعوض الدوخي، و«البوشية» و«الحمد لك يا عظيم» من التراث الخليجي، و«بلادي تغني» للعماني أحمد الحارثي، و«عادك إلا صغير» لأبو بكر سالم، إضافة الى رائعة طلال المداح الشهيرة «يا سارية خبريني». وقد كرّمت «جمعية هواة العود» الموسيقي المصري الراحل عمار الشريعي، وكان له أيادٍ بيضاء في نجاح الجمعية ونشاطاتها، من خلال فقرة «عماريات» قدّم العازفون فيها أربعاً من المقطوعات التي كتبها الفنان الراحل للأعمال الدرامية الشهيرة «أرابيسك» و«زيزينيا» و«هارون الرشيد» و«رأفت الهجان».