أعرب الموفد الدولي - العربي الى سورية الاخضر الابراهيمي، بعد لقائه الرئيس بشار الاسد في دمشق أمس، عن امله بتوصل اطراف الازمة السورية الى حل يضع حداً لوضع «ما زال مقلقاً» في البلاد التي تعيش نزاعاً دموياً منذ 21 شهراً، فيما أكد الاسد حرصه على إنجاح اي جهود «تحفظ سيادة الوطن واستقلاله». واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان استخدام نظام الاسد الاسلحة الكيماوية سيكون بمثابة «انتحار سياسي»، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات النظامية السورية استخدمت ضد المعارضين قنابل تحتوي على غاز ابيض من دون رائحة. ويأتي هذا الاجتماع الثالث للابراهيمي مع الأسد، منذ تعيينه في آب (اغسطس) الماضي، في ظل تواصل العنف في سورية وتصاعده، إذ شن الطيران الحربي السوري الاثنين غارات على مناطق في ريف دمشق الذي شهد اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، فيما ذكر ناشطون سوريون إن المعارضة أسقطت طائرة حربية في محافظة حماة. وقال الابراهيمي، في مؤتمر صحافي بعد اجتماعه مع الأسد، ان «الوضع في سورية لا يزال يدعو للقلق، ونأمل من الاطراف كلها ان تتجه نحو الحل الذي يتمناه الشعب السوري ويتطلع اليه». واضاف انه تطرق مع الأسد الى «الهموم الكثيرة التي تعاني منها سورية في هذه المرحلة، وتبادلنا الرأي حول الخطوات التي يمكن اتخاذها في المستقبل» لحل الازمة المستمرة منذ آذار (مارس) 2011. من جهته، اكد الاسد للابراهيمي «حرص الحكومة السورية على إنجاح اي جهود تصب في مصلحة الشعب السوري وتحفظ سيادة الوطن واستقلاله» بحسب التلفزيون السوري الذي ذكر أيضاً ان الطرفين بحثا في «التعاون القائم بين الحكومة السورية والمبعوث الاممي... وكانت المباحثات ودية وبناءة». وكان الابراهيمي وصل الى دمشق الاحد قادماً عن طريق البر من مطار بيروت، وقد يزور موسكو قبيل نهاية الاسبوع الجاري بحسب مسؤول روسي. من جهة اخرى، اكد الناطق باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش ان روسيا مستعدة لاجلاء رعاياها الموجودين في سورية «اذا كان لا بد من ذلك». ونقلت وكالات الانباء الروسية عن مصادر في هيئة الاركان ان سفينتين حربيتين روسيتين جديدتين ارسلتا الى مرفأ طرطوس الذي يعد المرفأ الوحيد لرسو السفن الروسية في البحر المتوسط. الى ذلك، استبعد لافروف في مقابلة بثتها أمس قناة «روسيا اليوم» الناطقة بالانكليزية استخدام سورية اسلحة كيماوية، وأضاف «في حال حصل ذلك، فسيكون بمثابة انتحار سياسي للحكومة». وكان المرصد السوري لحقوق الانسان نقل عن ناشطين في مدينة حمص مقتل «ستة مقاتلين معارضين ليل الاحد على جبهة الخالدية - البياضة (في حمص) نتيجة اصابتهم بغازات خرج منها دخان ابيض من دون رائحة». ولم تعرف طبيعة هذا الغاز. في غضون ذلك تواصلت العمليات العسكرية في أنحاء مختلفة في سورية، وشن الطيران الحربي غارات على مناطق في ريف دمشق الذي شهد اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، فيما ذكر ناشطون سوريون إن مقاتلي المعارضة أسقطوا طائرة حربية في محافظة حماة. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان «مقاتلين اسلاميين من جبهة النصرة ولواء احرار العشائر وكتائب احرار الشام سيطروا على اجزاء كبيرة من بلدة معان التي يقطنها علويون» في محافظة حماة. واشار الى «مقتل 11 مقاتلا اثر القصف على محيط البلدة وأكثر من 20 من القوات النظامية ومسلحين موالين لها». وافاد التلفزيون السوري بمقتل «عدد من اهالي قرية معان التابعة لبلدة صوران بريف حماة برصاص ارهابيين»، مضيفا ان «وحدة من قواتنا المسلحة وبالتعاون مع الاهالي، تصدت لهم واشتبكت معهم واوقعتهم بين قتيل ومصاب». وتأتي هذه الاحداث بعد تحذير الاممالمتحدة في الفترة الاخيرة من ان النزاع السوري المستمر منذ 21 شهراً وأدى الى مقتل اكثر من 44 الف شخص، بحسب المرصد، بات «طائفيا في شكل واضح».