أعرب الموفد الدَّوْلي الأخضر الإبراهيمي بعيد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق أمس الاثنين، عن أمله في توصل أطراف الأزمة السورية إلى حلٍّ يضع حدًا لوضع «ما زال مقلقًا» في البلاد التي تعيش نزاعًا دمويًّا منذ 21 شهرًا. وفي الوقت نفسه وغداة مقتل ستين شخصًا في غارة جويَّة استهدفت مخبزًا في بلدة في محافظة حماة، يشن الطيران الحربي الأسدي غارات على مناطق في ريف دمشق الذي يشهد اشتباكات بين القوات النظاميَّة والمقاتلين المعارضين، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإِنسان. ففي دمشق، التقى الموفد العربي والدَّوْلي الرئيس بشار الأسد الذي أكَّد حرصه على نجاح أيّ جهود «تحفظ سيادة الوطن واستقلاله». وقال الإبراهيمي بعيد عودته إلى مقر إقامته في فندق شيراتون في دمشق: إن «الوضع في سوريا لا يزال يدعو للقلق ونأمل من الأطراف كلّّها أن تتجه نحو الحلِّ الذي يتمناه الشعب السوري ويتطلَّع اليه». وأضاف «تشرّفت بلقاء السيد الرئيس وتكلمنا في الهموم الكثيرة التي تعاني منها سوريا في هذه المرحلة وكالعادة تبادلنا الرأي حول الخطوات التي يمكن اتِّخاذها في المستقبل» لحلِّ الأزمة. وأوضح الإبراهيمي أن الأسد تحدث عن «نظرته لهذا الوضع، وتكلَّمت عمَّا رأيته في الخارج في المقابلات التي أجريتها في المدن المختلفة مع مسؤولين مختلفين في المنطقة وخارج المنطقة وعن الخطوات التي رأى أنّه يمكن أن تُتَّخذ لمساعدة الشعب السوري على الخروج من هذه الازمة». ميدانيًا، شن الطيران الحربي الأسدي هجومًا أمس الاثنين على مناطق في ريف دمشق الذي يشهد اشتباكات بين القوات النظاميَّة والمقاتلين المعارضين، بحسب ما أفاد المرصد. ويأتي ذلك غداة مقتل ستين شخصًا في بلدة حلفايا في محافظة حماة في غارة جويَّة استهدفت مخبزًا، بحسبما ذكر المرصد في بريد إلكتروني. وبحسب المرصد تشن القوات النظاميَّة في الفترة الماضية حملة عسكريَّة مستمرة في محيط العاصمة للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين. وفي دمشق، أفاد المرصد عن اشتباكات بعيد منتصف اللَّيل في حي القابون في شمال شرق العاصمة، وشارع الثلاثين في جنوبها الذي يفصل بين مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي الحجر الأسود. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الاثنين أن القوات النظاميَّة السورية استخدمت قنابل تحتوي على غاز أبيض من دون رائحة لكنَّه غير معروف، وذلك في قصف مناطق في محافظة حمص وسط البلاد. ونقل المرصد عن ناشطين في مدينة حمص قولهم: «استشهد ستة مقاتلين من الكتائب الثائرة والمقاومة ليلة أمس الأحد على جبهة الخالدية البياضة نتيجة إصابتهم بغازات خرج منها دخان أبيض ولم تكن ذات رائحة». وأشار إلى أن الغاز انتشر في المكان «بعد إلقاء قوات النظام لقنابل نثرت دخانًا أبيض بعد اصطدامها بالجدران، بما يوحي بأنّه نوع جديد لم يستخدم حتَّى الآن». وأوضح أن كل من تنشق هذا الغاز شعر «بدوار وصداع شديدين والبعْض منهم أصيب بحالات صرع». وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتِّصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن القنابل المستخدمة «ليست سلاحًا كيميائيًا، لكن لا نعرف ما إذا كانت محرمة دوليًّا أم لا». وأشار إلى أن الناشطين «أكَّدوا أنَّها ليست أسلحة تقليدية وهذه الآثار تسجل للمرة الاولى». وكانت لجان التنسيق المحليَّة أفادت عن إلقاء القوات النظاميَّة «قنابل تحوي غازات على حي الخالدية (في حمص)»، مما يُؤدِّي إلى «ارتخاء في الأعصاب وضيق شديد في التنفس وتضيق حدقة العين»، موضحة أنَّه «لم يتمكن الأطبَّاء حتَّى الآن من معرفة نوع» هذا الغاز. وفي شريط فيديو مرفق، يتولى طبيب ومسعفون معالجة شاب قيل: إنّه استنشق هذا الغاز، وهو يسعل ويعاني من صعوبة في التقاط أنفاسه. ويضع مسعف قناع أوكسيجين صغير على أنف الشاب، بينما يقول الطّبيب: «إصابة نتيجة إلقاء غاز. طبعًا لا نعرف ما هذا الغاز، أكيد ليس سارين، لكنَّه يسبب تضيق في الحدقات مع ضيق نفس شديد».