شن الطيران الحربي السوري الاثنين غارات على مناطق في ريف دمشق الذي شهد اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، فيما ذكر ناشطون سوريون أن مقاتلي المعارضة أسقطوا طائرة حربية الاثنين في محافظة حماة. وتأتي هذه الأحداث غداة مقتل 60 شخصاً في بلدة حلفايا في محافظة حماة (وسط) جراء غارة جوية استهدفت مخبزاً، بحسب المرصد، في حين قال الإعلام الرسمي إن القوات النظامية نفذت عملية في البلدة رداً على «جرائم» ارتكبتها «مجموعة إرهابية مسلحة». وقال المرصد إن «طائرات حربية نفذت غارات جوية على مدن وبلدات الغوطة الشرقية رافقها تصاعد لسحب الدخان من المنطقة»، بعدما أشار في وقت سابق إلى أن الطيران الحربي نفذ غارتين على بلدة جسرين والمنطقة الواقعة بين بلدتي جسرين وكفربطنا. تزامناً، دارت اشتباكات في مدن عربين والمعضمية وداريا الواقعة في ريف دمشق، بحسب المرصد. وتشن القوات النظامية في الفترة الماضية حملة عسكرية مستمرة في محيط العاصمة للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين. في دمشق، أفاد المرصد عن اشتباكات بعيد منتصف الليل في حي القابون في شمال شرقي العاصمة، وشارع الثلاثين في جنوبها الذي يفصل بين مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي الحجر الأسود. وتعرض المخيم خلال الأسبوع الماضي لغارات جوية تزامناً مع اشتباكات في أحيائه بين مقاتلين معارضين بينهم فلسطينيون، ومسلحين فلسطينيين من فصائل موالية للنظام السوري، ما دفع عشرات الآلاف من سكانه إلى مغادرته، قبل أن يعود الآلاف منهم بعد اتفاق قضى بانسحاب المسلحين. إلى ذلك ذكر ناشطون سوريون أن مقاتلي المعارضة في محافظة حماة أسقطوا طائرة مقاتلة الاثنين في حماة التي بدأ المقاتلون السعي لدخولها الأسبوع الماضي. وذكر المرصد السوري ان «مقاتلين اسلاميين من جبهة النصرة ولواء احرار العشائر وكتائب احرار الشام سيطروا على اجزاء كبيرة من بلدة معان التي يقطنها علويون» في محافظة حماة. وأشار الى «مقتل 11 مقاتلاً اثر القصف على محيط البلدة وأكثر من 20 من القوات النظامية ومسلحين موالين لها». ونقل المعارضون القتال الآن إلى العديد من البلدات المسيحية والعلوية التي تتمركز فيها قوات الأسد ويعيش فيها سكان بينهم الكثير من المؤيدين للحكومة. وقال الناشط هاني الحماوي إن المقاتلين استخدموا أسلحة مضادة للطائرات لإسقاط الطائرة خارج قرية معان التي يحاول المقاتلون حصارها منذ عدة أيام. وأضاف أن الطائرة كانت تحلق على ارتفاع منخفض فوق منطقة سيطر عليها المقاتلون. ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من الأمر. وبعد ساعات من مقتل 60 شخصاً في حلفايا، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) في وقت متقدم من ليل الأحد أن «مجموعة إرهابية مسلحة هاجمت بلدة بريف حماة وارتكبت جرائم بحق أهلها راح ضحيتها عدد من النساء والأطفال»، من دون الإشارة إلى الغارة على المخبز. ونقلت عن الأهالي قولهم إن «المجموعة الإرهابية ارتكبت جرائم واعتدت على المباني العامة والحكومية ومن ضمنها مستوصف البلدة ومقر البلدة، وانهم ناشدوا الجيش (النظامي) التدخل، فلبى نداءهم وأوقع أعداداً كبيرة من الإرهابيين بين قتيل ومصاب». وذكرت «سانا» أن القوات النظامية السورية نفذت الأحد عملية ضد «مجموعة إرهابية مسلحة» في بلدة حلفايا في ريف حماة (وسط)، متهمة إياها بالمسؤولية عن مقتل العشرات في البلدة. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد الأحد أن غارة جوية استهدفت مخبزاً في البلدة الأحد، ما أدى إلى مقتل 60 شخصاً. وفي شريط فيديو بثه ناشطون على الإنترنت، يمكن رؤية جثة مقطعة الأطراف مرمية وسط شارع في البلدة، لينتقل بعدها إلى المخبز الذي قال إن الغارة استهدفته، وتجمع خارجه العشرات محاولين إسعاف الضحايا، وسط الصراخ وأصوات أبواق الشاحنات الصغيرة التي تنقل المصابين. ويظهر في الشريط شابان يرتديان زياً عسكرياً يجران مصاباً، إضافة إلى جثث غارقة في دمائها ممددة على الرصيف ووسط الشارع. وبدت إلى جانب بعض الجثث دراجات نارية شبه مدمرة. وغطى مدخل المخبز الحجارة والركام بينما تكدست نحو عشر جثث فوق بعضها البعض على الرصيف المغطى بالدماء. من جهتها، اتهمت سانا «المجموعات الإرهابية» بتصوير «الجرائم (...) لاتهام الجيش العربي السوري بها بالتزامن مع زيارة مبعوث الأممالمتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي». وحمل المجلس الوطني السوري المعارض المجتمع الدولي مسؤولية ما جرى في حلفايا «وذلك بتقاعسه عن نصرة الشعب السوري وغض الطرف عن جرائم النظام القذرة بحق أهلنا العزل». واعتبر أن «هذه المجازر تؤكد أن النظام قد أفلس ولم يعد يملك السيطرة على البلاد، وهو في حالة تخبط وتوتر دائم». وأدت أعمال العنف الأحد إلى مقتل 198 شخصاً جراء أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد الذي يتخذ لندن مقراً له. إلى ذلك، ذكرت المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) أن عدد الضحايا المسجلين في سورية منذ تاريخ قبول المبعوث العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي بمهمته كمبعوث خاص للجامعة العربية والأممالمتحدة في 16 آب (أغسطس) 2012 حتى الآن بلغ 25103 ضحايا، أي بمعدل 197 ضحية يومياً. وقالت المنظمة في بيان أصدرته في دمشق أمس أن النظام السوري استبق وصول الإبراهيمي إلى دمشق الأحد «بمجازر مروعة عمت البلاد باستخدام طائرات ميغ الروسية وبراميل متفجرة وقنابل عنقودية وغازات كيماوية سامة وصواريخ، وكان أشنعها قصف الفرن في حلفايا في محافظة حماة».