آلاف الشاحنات تقطع طريق الدمام – الجبيل السريع يومياً، فهذا الطريق يربط بين مدن النفط والبتروكيماويات في المنطقة الشرقية، وكذلك يؤدي إلى مطار الملك فهد الدولي، وميناء الملك عبد العزيز في الدمام. فضلاً عن كون الطريق ممراً للشاحنات المتجهة إلى بعض دول الخليج، مثل البحرين والكويت، وجنوباً إلى قطر والإمارات العربية المتحدة. وتأتي حادثة «صهريج الديزل» أمس، بعد يومين من توقيف شاحنة محملة بمواد كيماوية، من جانب فرق الدفاع المدني والأمن الصناعي التابع للهيئة الملكية في الجبيل الصناعية، إثر حدوث تسرّب للمواد التي كانت تقلها، والتي تُصنف ضمن المواد «الخطرة». ويشكو مرتادو الطريق من «المخالفات المرورية» التي يرتكبها قائدو الشاحنات بكثرة على هذا الطريق «الحيوي». وذكر ميثم علي، الذي شاهد حادثة صهريج الديزل أمس، فيما كان في طريقه من مدينة صفوى، إلى مقر عمله في المدينة الصناعية الأولى في الدمام: «أن الحادثة لن تكون الأخيرة، فطالما كانت الشاحنات تسير مع بقية السيارات في مسار واحد، وبخاصة أثناء ذروة الزحام، فهذه الحوادث متوقع حدوثها في أي وقت». فيما قال خالد يوسف، وهو موظف في إحدى شركات مدينة الجبيل الصناعية: «في كل يوم أرى الموت شاخصاً أمام عيني، مع مرور مئات الشاحنات على هذا الطريق الحيوي». ويسكن اليوسف مدينة الدمام، ويتجه إلى الجبيل يومياً. وأضاف «أرى شاحنات تسير مترنحةً على الطريق، والأقرب أن النعاس يغالب سائقيها، الذين يجبرون على القيادة لساعات طويلة، دون مراعاة لهذه الجوانب». وألمح يوسف، إلى أن بعض السائقين «يتعاطون حبوباً تساعد على الاستيقاظ، كي تساعدهم على القيادة لساعات طويلة». وانتقد غياب الرقابة والدوريات عن الشاحنات، «فمن النادر أن ترى دوريات تجبر الشاحنات على التوقف في ساعات الذروة، أو توجه لها مخالفات في حال ضبط سائقيها يرتكبون مخالفات مرورية».