تحوّلت شاحنة وقود، إلى «قنبلة موقوتة»، انفجرت في وقت مُبكر من صباح أمس، إثر تصادمها مع «حفار»، على طريق الدمام – الجبيل السريع، في المنطقة الواقعة مقابل بلدة الأوجام (محافظة القطيف). وتسبب الانفجار، الناجم عن تسرّب تدريجي لحمولة الشاحنة من الديزل، في ظهور «خط ناري»، بطول تجاوز كيلومتر، على طول الطريق في الاتجاه المؤدي إلى الجبيل. وأسفرت الحادثة عن مصرع قائد الشاحنة، وتضرر سيارات كانت تمر في الطريق، إضافة إلى تلف محوّل كهرباء يمدّ مصابيح الإنارة بالطاقة. وتسبب انفجار الشاحنة، المحمّلة بنحو 30 ألف لتر من الديزل، في تشكّل «غيمة سوداء»، غطت الشارع الرئيس الرابط بين الدماموالجبيل، وأثارت «الذعر» بين قائدي السيارات وركابها، وبخاصة حين شاهدوا خط النار الممتد على الطريق. وتزامنت الحادثة مع توجه الموظفين إلى مقار عملهم، والطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم، في طريق يُعتبر «الشريان الحيوي» للمنطقة الشرقية. بدوره، قال المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية المقدم علي القحطاني، في تصريح صحافي: «إن غرفة العمليات التابعة لإدارة الدفاع المدني في محافظة القطيف، تلقت في الخامسة و57 دقيقة من صباح اليوم (أمس) الأحد، بلاغاً عن تصادم شاحنتين، الأولى صهريج محمّل بنحو 30 ألف لتر من الديزل، والأخرى «سطحه» محمّلة ب «حفار» (بوكلين)، وذلك على طريق الدمام – الجبيل السريع». وذكر القحطاني، أن «الحادثة أسفرت عن احتراق الصهريج، ومقدمة الشاحنة الثانية، ووفاة قائدها، وهو آسيوي، إضافة إلى تضرر جزئي لسيارتين صغيرتين، تزامن مرورهما في الطريق، أثناء وقوع الحادثة، وأصيب قائداهما بإصابات بسيطة»، مضيفاً أن «الحريق الذي شبّ امتد إلى محول كهربائي، يُغذي إنارة الطريق». وذكر أنه تمّ «مباشرة الحادثة من قِبل أربع فرق إطفاء. فيما جرى تسليم الموقع بعد ذلك إلى مرور محافظة القطيف». فيما أوضح مصدر في المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، ل «الحياة»، أنه تم «توجيه سيارة إسعاف من مستشفى القطيف المركزي، إلى موقع الحادثة، القريب من المستشفى»، لافتاً إلى أن الحادثة تسببت في «وفاة سائق الشاحنة، وإصابة شخصين بإصابات بسيطة جداً، لم تستدعِ بقائهما في المستشفى». وتسببت الحادثة في شلّ حركة السير على طريق الدمام – الجبيل، في «ساعات الذروة» صباح أمس، مع توجه عشرات الآلاف من الموظفين في شركة «أرامكو السعودية» إلى مقار عملهم في مدينتي الظهران ورأس تنورة، إضافة إلى موظفي شركات «سابك» في الجبيل الصناعية»، وكذلك موظفي القطاعات الحكومية والأهلية، فضلاً عن طلاب المدارس والكليات والمعاهد والجامعات. إذ يعتبر الطريق «الشريان» الرابط بين محافظات ومدن وقرى المنطقة الشرقية. وتكدست مئات السيارات على جانبي الطريق لنحو ساعة، بعد أن تسببت الحادثة في إغلاقه. فيما هرعت دوريات أمن الطرق إلى الموقع، في محاولة لتنظيم حركة السير. ولجأ بعض قائدي المركبات إلى طرق رملية و»السير المحلي»، على أمل الخروج من «عنق الزجاجة»، بحسب السائق محمد الزين، الذي قال: «وقعت دوريات أمن الطرق في حيرة، بين تنظيم حركة السير، ومباشرة الحادثة، لحين وصول فرق الدفاع المدني والإسعاف، نظراً للعدد الكبير من السيارات»، مضيفاً «كان الطريق مكتظاً بالمركبات حين وقعت الحادثة، فهو من الطرق الرئيسة والحيوية».