أعلن عدد من الكتائب والمجموعات الإسلامية مقاتلة في سورية تشكيل "الجبهة الإسلامية السورية" من أجل إسقاط الرئيس السوري بشار الاسد و"بناء مجتمع إسلامي حضاري يحكم بشرع الله". وأعلنت هذه الكتائب في شريط مصور على"يوتيوب" في بيان أن "نحن الطيف الأوسع من الكتائب الإسلامية العاملة على أرض سورية نعلن تشكيل الجبهة الإسلامية السورية"، مشيرة إلى أن الجبهة "تهدف إلى إسقاط نظام الاسد وبناء مجتمع إسلامي حضاري يحكم بشرع الله وينعم فيه المسلم وغير المسلم بعدل الإسلام". وأشار البيان إلى أن هذه الجبهة "تتمثل الإسلام دينا وعقيدة ومنهجا وسلوكا وتنطلق من معتقداتها من منهج أهل السنّة والجماعة بفهم السلف الصالح من غير غلو أو تفريط"، موضحاً أن الجبهة تتبع في سبيل تحقيق أهدافها وسائل متعددة وهي "الحراك العسكري والحراك المدني بمساراته المتعددة السياسية والدعوية والتربوية والإغاثية والإنسانية المنضبطة بأحكام الشرع". وتضم الجبهة كلا من: كتائب أحرار الشام في كل المحافظات السورية، لواء الحق (حمص)، حركة الفجر الإسلامية (حلب وربفها)، جماعة الطليعة الإسلامية (ريف ادلب)، كتائب انصار الشام (اللاذقية وريفها)، كتيبة مصعب بن عمير (ريف حلب)، جيش التوحيد (دير الزور)، بالإضافة إلى كتيبة صقور الإسلام وكتائب الإيمان المقاتلة وسرايا المهام الخاصة وكتيبة حمزة بن عبد المطلب في دمشق وريفها. وأعلنت "الجبهة" أن "الباب مفتوح لانضمام جميع الكتائب الإسلامية العاملة على أرض سورية الحبيبة". وفي هذا الإطار، أشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع "الحياة" إلى أن "المناطق التي تتواجد فيها أحزاب الجبهة تنتشر فيها أيضاً جبهة النصرة وكتائب أخرى"، موضحاً أنه "لا يتوقع أي صدام بين هذه المجموعات". ولفت إلى أن تشكيل الجبهة الإسلامية السورية "ليس أمراً يصب في مصلحة تعزيز حجج النظام وروسيا بأسلمة الثورة". من جهته، أوضح الناشط الإعلامي هادي العبدالله في اتصال مع "الحياة" من حمص إلى أن لواء الحق المنضوي تحت لواء الجبهة الإسلامية السورية "يشكل القوة العسكرية الأكبر في مدينة حمص"، لافتاً إلى أن "كتيبة شهداء بابا عمرو تعد أقوى كتائب لواء الحق في المدينة". وأضاف أن "كتيبتي شهداء بابا عمرو والبراء التابعتين للواء الحق وتنتشران خارج الأحياء المحاصرة لمدينة حمص"، مشيراً إلى أن "للواء أيضاً كتائب عدة منتشرة في ريف حمص". ولفت العبدالله إلى "وجود حاضنة شعبية للواء الحق في حمص"، موضحاً أنه ومن خلال معرفة بعض قادة هذا اللواء "هم معتدلون وبعيدون كل البعد عن أفكار مجموعات القاعدة". ورأى أن "تشكيل هذه الجبهة عامل إيجابي للثورة"، وعلل ذلك بأن "ذلك يسمح بوجود قيادة سياسية موحدة للكتائب الإسلامية وبالتالي يسهل التفاهم مع هذه الكتائب"، مشيراً إلى أن "الصبغة الإسلامية للكتائب المقاتلة أمر واقع".