بدأت الحكومة الموقتة التابعة ل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أمس، تحقيقاً في وفاة 15 طفلاً، وإصابة العشرات الآخرين بعوارض مرضية إثر حقنهم بلقاحات ضد الحصبة في منطقة إدلب في شمال غربي سورية. وأعلنت وزارة الصحة في حكومة المعارضة في بيان: «ورود تقارير من مديرية صحة إدلب تؤكد وفاة خمسة عشر طفلاً، ومئة حالة احتاجت إلى إنعاش بين الأطفال في بلدة جرجناز ومحيطها (...) بعيد تلقيهم لقاح الحصبة». وأشارت إلى «تشكيل فريق متابعة بإشراف وزارة الصحة وبمشاركة من وزارة العدل يضم جميع المنظمات والهيئات المسؤولة عن حملة اللقاح من أجل الوقوف على الأسباب الحقيقة وراء هذه الكارثة الإنسانية». وأعلنت وزارة العدل في الحكومة السورية الموقتة في بيان صدر أمس الأربعاء، أنها طلبت «وعلى وجه السرعة من مجلس القضاء السوري الحر المستقل تشكيل لجنة تحقيقات مستقلة قضائية وقانونية مزودة بالصلاحيات كافة للوقوف على ملابسات الحادث والأسباب الحقيقية المؤدية إليه وحصر المسؤولية واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لملاحقة المتسببين وحفظ حقوق المتضررين». وكانت وزارة الصحة في الحكومة الموقتة أعلنت الثلثاء، وقف حملة التلقيح التي بدأت الإثنين. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، نقلاً عن مصادر طبية، إن سبب الوفيات «قد يكون سوء تخزين اللقاح، لكن لا يمكن الجزم بالأمر». ونظمت الحكومة السورية الموقتة حملة التلقيح هذه. وأوضحت: «مجموعة عمل الحصبة في وحدة تنسيق الدعم» التابعة لوزارة الصحة التي تشرف على الحملة في بيان، أن الأعراض التي أصيب بها الأطفال «حدثت خلال نصف ساعة بعد تلقي الحقنة»، مشيرة إلى أن «لا خطر على الأطفال الذين لم تظهر عليهم الأعراض بعد اللقاح مباشرة». وقالت المجموعة إن الأعراض التي ظهرت على الأطفال الملقحين هي «إسهال مع علامات صدمة وقصور تنفسي تراوحت بين الخفيف وتوقف التنفس». وذكرت أن «اللقاحات التي أعطيت للأطفال هي نفسها لقاحات الحصبة والحصبة الألمانية المستخدمة في كل أنحاء العالم، وجميع اللقاحات التي تم توزيعها في المراكز الستين» التي شملتها الحملة «من إنتاج المصنع نفسه، وهي «صالحة حتى شهر كانون الثاني (يناير) عام 2016».