توفي أمس عشرات الأطفال السوريين (حوالي ثلاثين حسب آخر المعلومات) وأصيب آخرون بحالات تسمم في ريف إدلب بشمال البلاد، جراء تطعيمهم بلقاح فاسد ضد مرض الحصبة، فيما أعلنت الحكومة المؤقتة التابعة للمعارضة توقيف حملة التلقيح. وأعلنت مصادر معارضة وقوع حالات وفاة لأطفال في قرى بريف إدلب بعد تطعيمهم بجرعات من لقاح فاسد، موضحة أن البداية في اكتشاف أن الدواء فاسد هي وفاة خمسة أطفال على الأقل وإصابة عشرات آخرين. وأضافت المصادر أن أصوات سيارات الإسعاف دوت بريف إدلب، وذلك لنقل الأطفال إلى المستشفيات الميدانية والتركية (مناطق حدودية)، مبينة أن نداءات من مكبرات الصوت في المساجد طالبت الناس بعدم تلقيح أطفالها. من جهتها، أصدرت وزارة الصحة التابعة ل «الحكومة المؤقتة» المعارضة (التي لها الدور الأبرز في الإشراف على حملة التلقيح هذه) بياناً أوقفت فيه الجولة الثانية من حملة التلقيح ضد مرض الحصبة، التي بدأت الإثنين في جميع المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. وأكدت الوزارة في بيانها -الذي نشرته وسائل إعلام المعارضة- أن مصدر اللقاحات الجديدة هو ذات مصدر اللقاحات السابقة وهي معتمدة دولياً، مشيرة إلى أن حملة التلقيح الأولى ضد مرض الحصبة، التي بدأت قبل شهر من الآن تمت بأسلوب سليم ومن دون أي مشكلات. بينما قالت «مديرية صحة إدلب الحرة»، في بيان، إن المديرية قامت ومن خلال أكثر من ثلاثين مركزاً في المحافظة بتلقيح أكثر من 60 ألف طفل ضد مرض الحصبة دون حدوث أي وفيات أو اختلاطات جديّة. ولفتت إلى أنه «بتاريخ يوم الثلاثاء حدثت وبشكل مفاجئ عدة حالات وفيات في مركز واحد بالمحافظة»، موضحة أن «جميع الاحتمالات المتوقعة تشير إلى حدوث خرق جنائي من قبل أيادٍ مجهولة حتى الآن، حيث تم إحالة الموضوع إلى القضاء للتحقيق في الأمر ولا تزال القضية قيد البحث». وأكدت المديرية أن «كل اللقاحات مستلمة بشكل كامل عبر منظمة الصحة العالمية، وتشير التحقيقات الأولية إلى أن كل الاحتمالات المتعلقة لها صلة باختراق أمني محدود من قبل مخربين يرجّح صلتهم بالنظام». وأشارت إلى أنه «تم إيقاف التلقيح في كل مراكز محافظة إدلب فور ورود البيانات المتعلقة حتى استكمال التحقيق وبيان المتسبب».