دفعت الأجواء الجميلة التي مرت بها جدة يوم أمس، الطلاب والموظفين إلى ترك مدارسهم وأعمالهم واغتنام فرصة الاستمتاع بها في البحر والحدائق وأماكن التنزه الأخرى. وفي آخر يوم عمل يسبق الإجازة الأسبوعية، إذ هطلت منذ الصباح الباكر على المدينة أمطاراً خفيفة وتلبدت سماؤها بالغيوم في مشهد غاب عنها لفترة طويلة، ما جعل الجداويون يضحون بكل أمر ويتبعون السبل كافة من أجل ارتياد الشواطئ والحدائق للتمتع بهذا الطقس. وكشفت جولة «الحياة» على كورنيش جدة تعطش الأهالي إلى مثل هذه الأجواء، إذ ازدحم الكورنيش الجديد بالطلاب والموظفين والأسر الذين قدموا من كل مكان لتمضية أوقات نادر تكرارها. ويقول الطالب محمود الأمين، وهو يحمل حقيبته على ظهره وإلى جواره زميل الدراسة عبد الكريم إدريس، «أنا طالب في ثانوية بحي الروضة وبعد وصولنا إلى المدرسة هذا اليوم أبلغتنا الإدارة بضرورة عودتنا إلى المنزل تحسباً لهطول أمطار غزيرة ما دفعني أنا ورفيقي إلى استقلال سيارة أجرة للوصول إلى هذا المكان والاستمتاع بالأجواء الخلابة». وأضاف: «من العام الماضي لم تأتنا أجواء غائمة ومطيرة مثل هذا اليوم، ولذا لا يمكن تفويتها مهما كان، أعرف طلاباً كثر هجروا الدراسة في هذا اليوم وقفزوا أسوار مدارسهم للمجيء إلى هنا، فاليوم اجتمعت بداية العطلة الأسبوعية مع هذه الغيوم... بالتأكيد البحر هو المكان المناسب لقضاء أوقاتنا في هذه الأجواء». وأثنى الأمين على جهود أمانة جدة في تزيين الكورنيش الجديد وتهيئته ليستقبل أعداداً غفيرة من المتنزهين رغم قلة الأماكن المخصصة للشباب (على حد قوله)، مقارنة بالأسر، مستدركاً بقوله: «إنه من المهم أن يعرف كل مرتاد للشاطئ أن نظافته ونظافة الموقع الذي ارتاده مسؤولية كبرى منوطة به، حتى نستمتع بهذا الكورنيش المميز لفترة أطول». من جهته، لفت الموظف عالي البقمي إلى أن الأجواء الاستثنائية التي لم تمر على جدة منذ فترة طويلة دفعته وبعض زملائه إلى الاستئذان من مديرهم المباشر وجلب معدات التنزه لقضاء يوم ممتع على الكورنيش، موضحاً أن هناك أجواء لا ينفع بحسب حديثه فيها العمل بلا شيء يعدل الذهاب إلى البحر. وطالب البقمي من المشرفين على الكورنيش الجديد تكثيف التواجد الأمني لمنع حدوث بعض المشكلات التي بدأت تتكرر يومياً في الكورنيش الجديد ومنها احتكاك الشباب بالأسر، أو دخول بعض الشباب بدراجاتهم النارية في غير المكان المخصص، إضافة إلى جلب شباب كلابهم على الشاطئ ما يسبب ذعراً للأطفال والأهالي. وفي صعيد متصل، أكد الطالب عبد الرحمن سند أنه قفز سور مدرسته مع بعض زملائه واستقلوا سيارة أحدهم إلى الكورنيش حتى لا يفوتوا فرصة الأجواء الغائمة في الصباح الباكر، دون أن يجدوا من يمنعهم من القيام بهذا التصرف. وتابع: «الكثير من المدارس منعت طلابها من الدخول إلى الفصول وأعادتهم إلى منازلهم في هذه الأجواء، بينما مدرستنا لم تفعل مثل هذا، واضطررنا إلى الهروب في ظل عدم وجود حارس أو إداري يمنعنا، وهو يوم واحد فقط». واكتظ كورنيش جدة بالمتنزهين من أنحاء المدينة كافة، وامتطى بعض الشباب دراجاتهم النارية لاستغلال هذه الأجواء في إجراء بعض السباقات الخطرة، إلا أنها أجواء فريدة بالنسبة للجداويين فيما تتكرر خلال هذه الفترة في شكل شبه يومي لبعض مناطق المملكة الوسطى والشرقية منها.