ما أن حطت قدما العاملة المنزلية «سرياتي» في مطار الملك خالد الدولي في الرياض، حتى تحول اسمها إلى «نور»، حالها كحال العاملات اللاتي تمنحهن كثير من العائلات السعودية، أسماء محلية من وحي المكان، مترجمين بذلك واحداً من أبرز «التقاليد» الخاصة التي ابتكرها سعوديون على مدار أعوام عدة، وباتت معروفة ومتداولة بين أفراد المجتمع، وهو ما دعا مغردون في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» لتناولها بالتحليل والنقد والسخرية في هاشتاق (#قانون-اخترعه-السعوديون). وكتبت مغردة اختارت لها اسم «وئام الجنوب»: «كأس الجبن قابل للاستخدام لشرب الماء والعصير والشاي وحفظ البن والهيل والزنجبيل». فيما شبهت أسمهان «زيت الزيتون بعصا موسى» في ظل تعامل البعض معه على أنه «علاج لكل شي». وأضافت: «حتى لو ولدها يعاني من صدمة نفسية تسدحه وتدهن ظهره به». ومع اختلاف اللهجات وتعدد معاني الكلمة الواحدة بين أفرد المجتمع السعودي، إلا أن ذلك لم يمنعهم من ابتكار مصطلحات ورموز لا يعرفها سواهم، ويعبر عن ذلك سليمان الكادي: «باخذ الأهل من أهلها.. وبودي البيت للمستشفى». موحياً إلى تجنب ذكر البعض لوصف الزوجة، وعلق زياد بن دهام: «تسوي نفسك ما تعرفني ولا تسلم علي وتتصدد عني إذا شفت زوجتي معي!! شنطة هيروين ليست زوجة»، أما يزن فيتذمر من «عادة اجتماعية» وصفها ب»اسم أمك أختك زوجتك سري للغاية يعني بتروح فيها وتنكسر عينك لو أحد عرفه»،. ويقول عبدالرحمن البكري في تعليق على بعض الكلمات الدارجة في الحديث «أي محل أو مكان يكون جنب البيت يكون لكم على طول .. مثل حارتنا ، حديقتنا ، مسجدنا»، وألصق خالد العوس عادة بالمجتمع النسائي «أي خبر يندرج تحت بند «لا تُعَلّمين أحد» أعرف أن الكل يدري عنه». وما أن اتجه الحديث في هذا الهاشتاق إلى أساليب قيادة السيارات حتى انهمرت التعليقات، التي أجمعت على أن قيادتنا في الطريق فريدة من نوعها، وطريقة السير في الشوارع أشبه بالراليات، ويشير إلى ذلك مسلي ال معمر «توقف سيارتك بنص الشارع لأنك لو لبقت صح بيجي واحد يسكر عليك!»، وفي هذا السياق يقف أنس داغستاني حائراً أمام مثل هذه التصرفات المرورية «إذا كان الطريق زحمة وجنبك الرصيف فمن المسموح لك أن تطلع من فوقه»، ويضيف عبدالله العسكر «في الدوار أفضلية المرور للمدرعم» في إشارة إلى أن المتهور هو الذي يحق له الدخول في الدوار أولاً! ويذكر عادل الدواس عادة أخرى «ماينربط الحزام الا قبل نقطة التفتيش بشوي»، وتختم أسماء بنظام مستحدث للتنبيه بأن السائق جديد «إذا جاهم سواق يطبعون ورقة - إن السائق تحت التجربة - و يلصقونها على السيارة». وتستمر العادات التي يشتهر بها المجتمع على الهاشتاق، لكنها تتجه إلى وصف الأشخاص بحسب مظاهرهم، فالمغرد الذي رمز لاسمه ب»دفش» يستغرب من وصف الناس لمن لديه مال وفير بأنه ليس مرتاحا نفسياً و«هموم الدنيا على راسه!»، ويرجع السبب في تلك النظرة «كما يعتقد» إلى المسلسلات الخليجية، أما لجين ميرزا فتنزعج كثيرا من وصف المجتمع للفتاة التي تكشف وجهها بأنها فتاة سيئة، وايضا تشارك في ذلك أحلام فيصل «اي اثنين ماسكين يد بعض أو مستانسين ويضحكون هم في خلوة غير شرعية» وتضيف «إننا شعب شكاك»، ومن جانب نظرة الرجال إلى بعضهم يذكر مغرد رمز لاسمه ب«عبدالله55»، «اي واحد محلق شنبه ليبرالي».