وجد الفقع المستورد من الجزائر في أسواق النعيرية إقبالاً كبيراً من المشترين، على رغم سعره المرتفع الذي يتجاوز 550 ريالاً للصندوق، واختار باعة الفقع مدينة النعيرية لتسويقه باعتبارها المكان الأنسب لترويج ما لديهم من كميات على رغم قلتها في الوقت الجاري، لوجود مئات من هواة قضاء أيام في حضن الصحراء. ويلجأ الباعة الجائلون إلى مستوردين من خارج المملكة لتوفير الفقع في مثل هذه الأيام، حيث يزداد الإقبال عليه، ويختلف سعره باختلاف حجمه، ويجدون بعد بيعها ربحاً يتجاوز 50 ريالاً في الصندوق الواحد. ويقف الباعة إلى جانب السوق الشعبي في محافظة النعيرية، وكذلك على الطريق الدائري من جهة مخرج طريق الرياض، لعرض ما لديهم على السيارات المارة التي يجذبها عرض الفقع، ولا يخفون حقيقة كونه مستورداً من الجزائر أو ليبيا أو أي دولة أخرى عن المشترين، إلا أن الجدال يحدث على الأسعار، حيث يتجاوز سعر العبوة متوسطة الحجم 400 ريال، فيما يصل سعر الكيلو الواحد إلى 150 ريالاً وأكثر. ويُفاجأ المتنزهون القادمون للنعيرية، «بالفقع المعروض»، مستغربين وجوده هذه الأيام في السوق، ويقول سعود محمد، من دولة الكويت: «عندما شاهدت الفقع توقعت أنه محلي، ولكن لدى سؤالي البائع أخبرني بأنه مستورد من الجزائر، بعدها أصبحت رغبتي قليلة في شرائه، فلو كان محلياً لاشتريته مهما بلغ سعره، حيث إن المناطق السعودية الشمالية شهدت نزول أمطار في الوسم، ومن المعتاد أن تكون هذه الأيام وقت طلوعه في الأرض». وأوضح البائع نايف سعود، الذي أتى من رفحا، لبيع ما لديه من فقع مستورد، أنه لم يجد «مكاناً مناسباً في هذه الأيام لتصريف كمية الفقع الذي استوردناه من الخارج سوى محافظة النعيرية، لمعرفتنا أنه ليس هناك مستوردون يقومون ببيعه، بينما في رفحا، وحفر الباطن يوجد كثيرون، وكذلك لوقوع النعيرية على مفترق أربعة طرق رئيسة، ويجتمع فيها الكثير من الخليجيين من الكويت، وقطر، والبحرين، والإمارات ولكثرة زوارها، خصوصاً في هذه الأيام، وكذلك لمعرفة المواطنين أن سوق النعيرية من أوائل الأسواق التي يوجد فيها الفقع». وعن السعر، ذكر أنه بحسب الحجم، وقال: «يبدأ من 150 ريالاً، ويصل إلى 800 ريال، ويتوقف ذلك على حسب الكرتون المطلوب»، مضيفاً «لي أكثر من عشر سنوات، وأنا أقوم ببيع الفقع المستورد، ونجد ربحاً متوسطاً بين 30 ريالاً إلى 50 ريالاً وأكثر في الصندوق الواحد يزيد بعض الشيء أو ينقص». وأشار البائع أحمد الشمري، إلى أن متوسط ما يبيعه البائع الواحد يومياً يصل إلى نحو «خمس عبوات، وتزن الواحدة كيلو ونصف الكيلوغرام، بسعر يتراوح بين 150 و 250 ريالاً»، وأضاف «هذا العام الإقبال عليه قليل جداً خلاف السنوات الماضية»، وقال: «نُصرّف أكبر كمية من الفقع على رغم قلة البائعين في مثل هذه الأيام من كل عام، ونحرص على أن يكون السعر مناسباً للزبون، ونستفيد من بيع كميات أكبر بسعر معقول».