طرح أمس باعة "جائلون" أولى كميات الفقع المستورد من "الجزائر" في نقاط البيع داخل الأسواق الشعبية في مدينتي الهفوف والمبرز التابعتين لمحافظة الأحساء، وجرى عرض كميات قليلة، تم جلبها من أسواق دولة قطر الشقيقة، وبلغ متوسط سعر الكيلو جرام لنوع "الإخلاص" المتوفر حالياً 110 ريالات من الحجم المتوسط. وأشار محمد الزامل "بائع" إلى أن الكميات المتوفرة حالياً قليلة جداً، ومن نوع "الإخلاص" فقط، فيما لم يصل إلى الأسواق المحلية في الأحساء الصنف الآخر وهو "الزبيدي" الجزائري بسبب ارتفاع سعره، حيث يباع الكيلو جرام الواحد في المزاد العلني في الأسواق القطرية ب300 ريال للكيلو جرام الواحد، مشيراً إلى أن أفضل أنواع "الزبيدي" هو المستورد من ليبيا وهو غير متوفر حالياً في الأسواق المحلية أو الخليجية، مؤكداً أن هذه الأيام تعتبر بداية الموسم، ويمتد موسم "الفقع" إلى الثلث الأول من مارس المقبل، مضيفاً أن المتوفر حالياً في أسواق الأحساء هو "الإخلاص" الجزائري فقط، لافتاً إلى أن الأسواق خالية تماماً من "الفقع" المحلي، الأمر الذي دفع الزبائن لشراء المستورد على الرغم من ارتفاع أسعاره. وأكد الزامل أن جودة مذاق "الفقع" المحلي تفوق مرات عديدة مذاق وجودة المستورد، بيد أنه أشار إلى أن الفقع يحظى بإقبال كبير من المواطنين في الأحساء، وتوقع أن تنخفض الأسعار تدريجياً خلال الأيام المقبلة مع زيادة الكميات في السوق المحلي، مبيناً أن هناك توجهاً في الموسم الحالي من المهتمين بالبحث عن "الفقع" التوجه إلى صحراء خريص "160 كيلومترا من الهفوف"، إذ كانت في الموسم المنصرم منطقة ذات وفرة في الإنتاج مع ارتفاع نسبة جودة المحصول في المواقع الصحراوية القريبة منها، مبرراً ذلك بأن هذه المنطقة تعتبر "بكراً"، وشهد الموسم المنصرم هطول أمطار غزيرة، والموسم الحالي شهد قبل أيام هطول أمطار فيها، مبيناً أن المهتمين بجمع هذا المحصول في المناطق الصحراوية يكون لديهم اهتمام كبير بمتابعة الأحوال الجوية ومواقع هطول الأمطار للبحث فيها عن الفقع، ويكون لتجار وباعة "الفقع" متابعة دائمة للأحوال الجوية في دول المغرب العربي لربط هطول الأمطار بوفرة المحصول وبالتالي انخفاض الأسعار. وأبان ناصر المروض "بائع" أنه يتوجه إلى أسواق قطر بواقع مرة كل يومين، ويشتري كميات كبيرة من المزاد العلني في سوق الدوحة، ويجلبها إلى الأحساء بعد دفع رسوم جمركية في المنفذ الحدودي السعودي، موضحاً أن أبناء الأحساء يحرصون على شراء أفضل الأنواع المستوردة وهو الزبيدي "الليبي"، إلا أن الأحساء لم تستقبل هذا الصنف في الوقت الحالي، وهناك وعود من تجار قطريين بأن كميات كبيرة من هذا الصنف ستدخل دولة قطر خلال الأسبوعين المقبلين، ومع وصول هذا الصنف إلى أسواق الأحساء ستتراجع أسعار جميع الأصناف الأخرى. وذكر أن الفارق واضح بين نوعي الفقع وهما: الزبيدي لونه أبيض ويمتاز بجودة مذاقه وكبر حجمه ونظافته من الأتربة والرمال وخلوه من الشوائب، والإخلاص أحمر أو بني غامق، مضيفاً أن الكميات المستوردة هذا الموسم من الجزائر والدول المجاورة لها ستكون كبيرة بسبب هطول كميات كبيرة من الأمطار على صحاري تلك الدول. وذكر أن "الفقع" ينمو في أرض لم تطأها الأقدام بعد نزول الأمطار، وتوجد حبة "الفقع" في المواقع المتشققة على الأرض، ويتم استخراجها بعناية كبيرة للحفاظ على جودتها، وعادة ما توجد في الموقع الواحد أكثر من حبة متجاورة.