توقفت مجموعة من السيارات بجانب السوق الشعبي في محافظة النعيرية، وكذلك على الطريق الدائري من جهة مخرج طريق الرياض، لعرض كميات متوسطة من الفقع المستورد، بأسعار تصل إلى 1500 ريال، فيما يصل سعر الكيلو الواحد إلى 150 ريالاً. ووجد الفقع المستورد من ليبيا والجزائر أسواق النعيرية خلال الأسبوع الماضي، إقبالاً منقطع النظير من المتنزهين في المحافظة، بعضهم يقوم بمعاينته وآخرين يقومون بشرائه رغم سعره المرتفع. ويرى باعة الفقع في النعيرية المكان الأنسب لترويج ما لديهم من كميات مستوردة، رغم قلتها في الوقت الحالي، وجلبوها بأسعار متفاوتة. وأوضح البائع نايف الشمري، الذي أتى من حفر الباطن، ليبيع ما لديه من فقع مستورد «لم أجد مكاناً مناسبًا في هذه الأيام لتصريف كمية الفقع الذي استوردته من الخارج سوى محافظة النعيرية، لمعرفتنا بأن ليس هنالك من المستوردين من يقوم ببيع الفقع في النعيرية، بينما في حفر الباطن لدينا زملاء كثيرون يقومون ببيعه في سوق حفرالباطن، وكذلك لوجود النعيرية في مفترق أربعة طرق، ويجتمع بها الكثير من الخليجيين من الكويت، وقطر، والبحرين، والأمارات وأيضا لكثرة زوارها من الداخل، خصوصاً في هذه الأيام، وكذلك لمعرفة عامة الناس بأن سوق النعيرية أول ما يباع فيها الفقع». وعن السعر الذي يبيع به، ذكر الشمري أنه «يعتمد على الحجم، ويبدأ من 150 ريالاً، ويصل إلى 1500 ريال»، وقال: «أنا لي أكثر من عشر سنوات في مجال بيع الفقع، وأقوم ببيع المستورد، وأجد ربحاً متوسطاً بين 30 ريالا إلى 50 ريالا في الصندوق الواحد تقريباً، يزيد بعض الشيء أو ينقص». وأبان البائع أحمد الشمري، أن متوسط ما يبيعه البائع الواحد يومياً يصل إلى نحو «خمس عبوات، وتزن الواحدة كيلو ونصف الكيلوغرام، بسعر بين 150 ريالاً إلى250 ريال، وبهذه الطريقة نُصرّف أكبر كمية من الفقع مع قلة البائعين هذه الأيام، الذين لا يتجاوز عددهم خمسة أشخاص، بحيث لا تكون مكلفة على الزبون، ونستفيد نحن من بيعها في أقل وقت». وتفاجأ عبدالله العازمي القادم من دولة الكويت، لزيارة النعيرية من وجود الفقع معروضاً في الشارع، مستغرباً وجوده هذه الأيام في السوق، وكبر حجمه»، وقال: «أول ما شاهدت الفقع وشكله توقعت أنه محلي، ولكن عندما تذكرت أن نزول المطر لم يمض عليه أكثر من شهر، وأن الفقع لا يظهر إلا بعد مضي شهرين وعشرة أيام من نزول المطر». مضيفاً «عندما سألت أحد الباعة ذكر أنه مستورد من الخارج»، وقال: أن الفقع «الزبيدي» مستورد من ليبيا والفقع «الخلاصي» من الجزائر، ولكن رائحته وشكله نفس المحلي، وشكله جديد لم يتغير رغم أن الفقع لا يمضي عليه يومان إلا وتغير شكله ونشف من الماء. والفقع «أو الكمأة» فطر بري موسمي ينمو في الصحراء بعد سقوط الأمطار بعمق من 5 إلى 15 سنتيمتر تحت الأرض، وعادة ما يتراوح وزن الكمأة من 30 إلى 300 غرام. ويعتبر من ألذ وأثمن أنواع الفطريات الصحراوية، وينمو على شكل درنة البطاطا في الصحاري، بالقرب من نوع من النباتات الصحراوية قريباً من جذور الأشجار، كشجر البلوط على سبيل المثال.