مع تصاعد وتيرة المواجهات في الضفة الغربية، اعلن الجيش الاسرائيلي رفع حال التأهب في جميع أنحاء الضفة ومدينة الخليل، بشكل خاص، خشية استمرار التصعيد احتجاجاً على جريمة قتل الفتى الفلسطيني محمد سلايمة بنيران جندية اسرائيلية، اطلقته عليه لأنه "هدد حياتها وحياة جندي اخر بحمله مسدساً" تبين انه لعبة. وفي جلسة خاصة عقدها رئيس اركان الجيش، بيني غانتس، مع قيادة الاجهزة الامنية قدر المجتمعون ان الظروف التي تشهدها الضفة الغربية تشير الى ان اندلاع انتفاضة جديدة قد نضجت، وكل ما تبقى هو الشرارة التي ستشعلها. وازاء هذا التقدير تقرر اجراء تغييرات في نمط عمل قيادة المنطقة الوسطى للجيش الاسرائيلي، من تغييرات تكتيكية في استعدادات الجيش وانتشار قواته للتعامل مع مظاهرات ومواجهات حاشدة والبقاء على اهبة الاستعداد مزودا بوسائل اكثر لتفريق المظاهرات. كما يقوم الجيش، بموازاة ذلك، بجمع وتركيز معلومات استخباراتية، يشارك فيها جهاز "الشاباك"، لا تقتصر على نشاط التنظيمات الفلسطينية ومجموعات تطلق عليها اسرائيل "إرهابية"، انما تشمل فحص توجه الشارع الفلسطيني وروحه المعنوية، التي قد تؤشر إلى احتمالات اندلاع الأوضاع في الضفة الغربية. وامام التطورات الاخيرة في الخليل كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" تحت عنوان "تهديد استراتيجي" تقول "للحجارة في الشرق الاوسط قدرة على اشعال حرب. والحجارة في أكثر الحالات لا تقتل، فهي تجرح أو تخدش وتضر بالصورة في الأساس. في نضال تكون الصورة التي تخرج فيه الى الخارج هي الشأن كله، لا يمكن الاستخفاف بهرب جنود الجيش الاسرائيلي من رماة حجارة، وتأثيرات الرسالة. فمن جهة عدسة التصوير هي سلاح سلب نشاط الجيش الاسرائيلي شرعيته. والرد العنيف على رماة الحجارة يتم تصويره دائما بصورة سيئة. وعدم الرد أو الهرب في اسوأ الحالات، كما حدث في الآونة الاخيرة. وفي الحالتين، قد تنشأ واقعة تكتيكية ذات قدرة على الضرر الاستراتيجي. فبعد 25 سنة على اندلاع الانتفاضة الاولى، ما تزال الحجارة والأولاد يثيران المشاعر لدى الطرفين والصور قد تدفع الفلسطينيين الذين ينتظرون بلا غاية نتائج الاعلان الاحتفالي في الاممالمتحدة الى فورات عنف في اماكن اخرى. وقد تدفع صور مشابهة حكومة اسرائيل التي تعيش في فترة انتخابات الى رد مضاد". وتتابع الصحيفة تقول: "الطرفان يريدان الهدوء وفي الوقت نفسه قد يضر بهما الحجر الاستراتيجي وبهذه الحالة المسؤولية تقع على الطرف الاسرائيلي. الجيش الاسرائيلي يملك الوسائل العسكرية لمنع احداث الشغب ولوقف الطوفان"، تكتب الصحيفة محذرة.