دحرج مستوطنون يهود أمس عشرات الاطارات المشتعلة على مساحات واسعة من الحقول والقرى الممتدة جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية ما أدى الى إندلاع حرائق هائلة أتت على مئات الاشجار والحقول. وقال شهود عيان ل»الحياة» إن المستوطنين إنتشروا في محيط جبل سلمان الفارسي الذي تقام على قمته مستوطنة «يتسهار»، وشرعوا في دحرجة الإطارات المشتلعة في لحظة واحدة ما أدى الى نشوب حرائق هائلة في مئات الحقول والاشجار المثمرة. ووصف أحد المواطنين مشهد الحرائق بأنه «يوم جهنمي». وسارع مئات المواطنين الى مساندة طواقم الدفاع المدني الفلسطيني لمنع وصول الحرائق الى البيوت والقرى. وقال الدفاع المدني أن النيران تسببت في إحراق مئات الاشجار لكن أي أصابات بشرية لم تقع سوى بعض حالات الاغماء أثناء إطفاء الحرائق. ويشن المستوطنون اليهود إعتداءات متكررة على المواطنين في قرى جنوب نابلس. وتشمل تلك الاعتداءات اقتلاع وقص الاشجار المثمرة، وإضرام النار في المساجد، ومهاجمة البيوت والسيارات بالحجارة. وغالباً ما يستخدم الجيش الاسرائيلي قبضة حريرية في وقف إعتداءات المستوطنين. وقال شهود عيان ل»الحياة» أمس ان الجنود وصلوا الى المستوطنة، وشاهدوا المستوطنين وهم يلقون الاطارات المشتعلة على الحقول، لكنهم لم يعتقلوا أياً منهم، واكتفوا بمطالبتهم بالعودة الى بيوتهم. وتشكل المستوطنات المقامة على أراضي منطقة نابلس معقلاً للمستوطنين المتطرفين. ونشرت وسائل الاعلام الاسرائيلية أخيرا فتاوى لحاخامات في تلك المستوطنات يدعون الى الاعتداء على المواطنين الفلسطينيين وقتلهم. وأحيانا يتعرض جنود الجيش الاسرائيلي لهجمات من المستوطنين في حال الضغط عليهم لوقف اعتداءتهم على الفلسطينيين. وحذر قائد الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية العميد نيتسان الون أخيراً من حدوث صدامات بين الجيش والمستوطنين بسبب تواصل اعتداءتهم على الفلسطينيين. ونقلت وسائل اعلام اسرائيلية عن نيتسان قوله في جلسة مغلقة إن المستوطنين في تلك المستوطنات يروجون كتباً وفتاوى تدعو الى قتل غير اليهود. ونقلت صحيفة «معاريف» عنه تحذيره من قيام أحد المستوطنين بفتح النار على الجنود خلال اخلاء البؤرة الاستيطانية «متسبيه يتساهر» المقرر تنفيذها نهاية العام. وحذر نيتسان من أن إعتداءت المستوطنين على المساجد وعلى المواطنين الفلسطينيين قد تؤدي الى تفجر الانتفاضة من جديد.