أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، أن مدائن صالح «مفتوحة أمام السياح والمواطنين»، لافتاً إلى أنه كان يوم الجمعة الماضي في زيارة لها، للاطلاع على المشاريع السياحية المقامة فيها، بما فيها الطرق والمتاحف، والمواصفات التي تطلبها «اليونسكو»، نافياً بذلك ما أشيع حول إغلاق هذا الموقع الأثري، المُصنف في قائمة التراث الإنساني العالمي. وأكد الأمير سلطان، خلال تدشينه أمس، «بيت الثقافة» في مدرسة الهفوف الأولى في مدينة الهفوف (محافظة الأحساء)، أن هناك توجهاً لتمويل المواقع السياحية، مشيراً إلى «مشروع العقير السياحي في الأحساء الذي سيكون معلماً سياحياً على ضفاف الخليج العربي، بعد استثماره من جانب القطاع الخاص»، مضيفاً «نأمل أن تقرّ الدولة برنامجاً أو صندوق التنمية السياحية، فمن دونه لا يمكن أن تنهض السياحة الوطنية». وأشاد بتبني جامعة الملك فيصل واحتضانها النشاط الثقافي في مدرسة الهفوف، معتبراً هذه الخطوة «تبشر بانطلاقة أكبر، وبأن يدخل إليها الناس، ويتداولون فيها الأمور الثقافية». وشدد على احتفاظ المدرسة باسمها (مدرسة الهفوف الأولى)، مشيراً إلى أنه يراهن على مدينة الهفوف، وكذلك على شاطئ العقير، الذي بدأ فيه أعمال تسليم المواقع للمياه والكهرباء والمؤسسين. وامتدح أهالي الأحساء، قائلاً: «نراهن عليهم، فهم مواطنون مخلصون، ولهم مواقف مشرفة مع الدولة، في المراحل الأولى لتأسيسها»، مضيفاً «أنهم لم يأتوا بعد النفط، وإنما أتوا قبل النفط، فمهما عملت الدولة للأحساء وأهلها؛ فلن توفيهم حقهم. والأحساء فتحت بوابة اقتصادية للدولة السعودية في بداية تأسيسها عبر ميناء العقير». بدوره، استعرض أمين الأحساء المهندس فهد الجبير، مخططاً تفصيلياً لتطوير وسط الهفوف، وإنجازات الأمانة في الحفاظ على التراث العمراني والمعماري، وتطوير وسط الهفوف. وأشاد الأمير سلطان ببرنامج «أرامكو الثقافي»، معتبراً الشركة «مدرسة نتعلم منها جميعاً. والمعارض التي تقيمها نموذجاً رائداً للعمل التطوعي المنظم، بروح وطنية عالية، واليوم آثارها واضحة في حياة الناس، وهي كذلك رائدة في التعامل مع الحشود الصيفية وغيرها». جاء ذلك خلال افتتاحه المعرض الخارجي الدائم للتراث العمراني في الأحساء، المقام على هامش برنامج «أرامكو الثقافي» في منتزه الملك عبدالله البيئي. وعرضت فيه أكثر من مئة صورة تراثية. واعتبر الأمير سلطان بن سلمان، الأحساء «واحة النخيل والبترول، متحفاً مفتوحاً بما تحويه من معالم وآثار». إلى ذلك، حصدت أمانة الأحساء، جائزة «البُعد الإنساني» عن مشروع تطوير قلب مدينة الهفوف التاريخي، وذلك ضمن جوائز الدورة الرابعة للسنة الثانية، من جائزة « رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز للتراث». وكُرّمت الأمانة ممثلة في أمينها المهندس فهد الجبير، خلال حفلة التكريم بالجوائز أمس، في جامعة الدمام، على هامش «مُلتقى التراث العمراني الوطني الثاني»، الذي تنظمه الهيئة في المنطقة الشرقية برعاية أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة الأمير محمد بن فهد، وبمشاركة مهتمين بالتراث العمراني، من أكاديميين ومتخصصين وطلبة.