تعطي الأحداث التي تجري حالياً في الوطن العربي أهمية استثنائية للقاء المثقفين السعوديين صباح يوم الثلثاء لمناقشة الثوابت الوطنية، وكذلك للحوار في ما بينهم حول قضايا المشهد الثقافي الراهن، اللقاء الذي ينظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني على مدار يومين بعنوان: «الثوابت الوطنية للخطاب الثقافي»، ويشارك فيه حوالى 70 مثقفاً ومثقفة من أنحاء المملكة. وأكد الدكتور محمد السعيدي وجود إشكالية لدى الجميع في تحديد الضابط الذي نستطيع به التفريق بين الثابت والمتغير، «كما أن لدينا مشكلة فكرية أخرى، تكمن في التمييز والتمايز بين الوطني والديني، وذلك أن المملكة تختص من بين سائر بلاد العالم الحديث بكون الشعور الوطني فيها متأخراً عن الديني، نظراً إلى ظروف نشأتها التي كانت عبارة عن ارتباط بين السياسي والديني، وهاتان الإشكاليتان أعتقد أن مركز الحوار الوطني كان موفقاً في اختيارهما موضوعاً لهذه الدورة من الحوار». وتمنى أن يكون ما يخرج من التوصيات «محل نظر لدى صناع القرار، كما كانت بعض توصيات ملتقيات مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني منطلقاً لقرارات وتنظيمات مهمة على مستوى الدولة». وقال ل«الحياة»: «لدينا في المملكة إجماع بين العلماء والمثقفين بمختلف توجهاتهم على أن الثوابت الوطنية ينبغي ألا تمس، وأن التجديد والتطور إنما يكون عن طريق المتغيرات». وأوضح الدكتور فواز الشمري، أن الحوار حول الثوابت الوطنية للخطاب الثقافي يأتي متزامناً مع الأحداث المستجدة في المنطقة، «ومع ما يتطلبه المشهد الثقافي من تحولات كبيرة تدفعنا لفتح باب حوار منطقي وعقلاني وهادف، يكون على أساس ثوابت وطنية نقر جميعاً بعدم السماح بالمساس بها، وهي الدين والوطن والمليك»، مشيراً إلى أن هذا «دورنا كمثقفين لإيصال هذه الرسالة إلى شرائح المجتمع كافة». في حين شدد الناشط فؤاد الفرحان على أن الحوار حول الثوابت الوطنية للخطاب السعودي «يجب أن يكون على مستوى الحدث وحساسية العلاقة»، داعياً المثقفين في التعامل معه بشكل حضاري «يتطابق مع الثوابت الوطنية المتأصلة، ومع منهجية مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، الذي بدوره يتيح منبراً إعلامياً كبيراً لضم النخب والمثقفين، للخروج بحوار هادف مبني على مبادئ راسخة، تحتاج إلى التكريس في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة». وأكد الدكتور علي عمر بادحدح أهمية التقاء المثقفين ومعرفة وجهات النظر المختلفة من شرائح نخبوية متعددة، «تمثل مناطق مختلفة من المملكة تحت غطاء رسمي يوفره مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني». وقال إن الثوابت الوطنية لا تقبل المساس، مبيناً أنها «خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها، متمنياً أن يخرج اللقاء بصورة «تعزز الانتماء لهذا الوطن المعطاء وتكرس مبادئ الوحدة الوطنية».