اعتبر أغلب المشاركين والمشاركات فعاليات الخطاب الثقافي السعودي الخامس الذي ختم فعالياته أمس بالرياض إلى أن صياغة الخطاب الثقافي أمر تعذر على الأمة العربية بأكملها والمطروح في وسائل الإعلام رؤى وليس خطابًا ثقافيًا، مطالبين بأهمية المسارعة الى العقد الاجتماعي بين المواطن والدولة والحاجة إلى إضافة البعد المعرفي الخاص بالمجتمع بدلًا من استهلاك المعرفة في ظل وجود الممارسات الخاطئة من قبل بعض المثقفين والمفكرين والعلماء ضد التيارات الفكرية إضافة الى انطواء كل طائفة على نفسها، مؤكدين على أهمية غرس مفهوم الثوابت الوطنية لدى الناشئة من خلال الاتفاق بخطاب سعودي ثقافي موحد. وتحديد مفهومها ثم الحوار حولها من جميع الأطياف.كما دعا عدد من المشاركين والمشاركات الى الحاجة لقراءة النصوص بعمق والبعد عن التأويل والاختلاق، كما اقترح المشاركون والمشاركات تبني وطرح لقاء موسع عن مواقع التواصل الاجتماعي وتجاوزاته والحلول التي تطرح لتلك التجاوزات وطرح أبحاث حول الفكري المقاصدي وعلاقته بالثوابت الوطنية. وكانت فعاليات اللقاء الخامس التي نظمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بمشاركة 70 من المفكرين والعلماء والمثقفين والمثقفات السعوديين، قد شهدت في يومها الختامي أمس الأربعاء طرح موضوع اختراقات الثوابت الوطنية السعودية في الخطاب الثقافي في الجلسة الثالثة التي ترأسها معالي نائب رئيس اللجنة الرئاسية بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور عبدالله عمر نصيف، حيث بدأت بورقتين عمل قدمتها كل من الدكتورة هدى الدليجان والدكتورة فوزية البكر. حيث أكدت الدكتورة هدى الدليجان في ورقتها على أن القرآن الكريم والسنة المطهرة رافدان مهمان لثوابت الدولة السعودية في نظام الحكم القضائي والسلطات التشريعية والسلطات التنفيذية والتي جعلت أساس الحكم هو الرجوع للكتاب والسنة والاجتهاد في احترام التعدد الثقافي لكل أفراد الوطن ومؤسساته، وبينت أن الثوابت الوطنية تقوم على الوحدة والوئام واحترام الآخر واندماج جميع المتغيرات في كيان أصيل متنوع، والتي تهدف الى بناء المجتمع الصالح والابتعاد عن الخلافات المذهبية والتيارات الدينية والمعارك الفكرية. فيما أشارت الدكتورة فوزية البكر في ورقتها المقدمة على أن انتشار العدل أهم من الحرية في المحافظة على الوحدة الوطنية التي تحقق التفافًا حول الثوابت الوطنية وتمثل درعًا حصينًا ضد من يهددها، معتبرة ان وسائل التواصل الاجتماعي التي غرق فيها الناس ليست من مهددات الوحدة الوطنية كما يشاع، مطالبة بإعادة ترتيب الملفات الداخلية وتحديد استراتيجيات مستقبلية واضحة بقرارات سياسية شجاعة تحمي كيان الملكية وتعزز المشاركة الشعبية التي تحتكم للقانون بمساندة الشريعة لتطبيق مبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية بين الجميع . بعد ذلك بدأت الجلسة الرابعة والختامية للخطاب الثقافي السعودي الخامس والتي تناولت محور الرؤية المستقبلية لخطاب ثقافي سعودي ملتزم بالثوابت الوطنية برئاسة معالي الامين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن عبدالرحمن بن معمر وقد قدم المشاركون في هذه الجلسة الختامية رؤية شاملة لخطاب ثقافي سعودي ملتزم بالثوابت الوطنية من خلال إجماع المشاركين على ضرورة صياغة هذه الرؤى في شكل مبادرات قابلة للتطبيق سواء في المؤسسات الإعلامية أو التعليمية او مؤسسات المجتمع بشكل عام بحيث تصل هذه الرسالة الوطنية لكل شرائح وأطياف المجتمع، وقد أكد المشاركون في هذا اللقاء ومن خلال الجلسة الختامية على اهمية طرح مثل هذا الموضوع الحيوي والمفصلي مشيدين بدور مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في جمع هذا العدد من النخب والمثقفين ومن شرائح متعددة تحت سقف واحد في حوار ايجابي كرس مفهوم الثوابت الوطنية وعزز من دعائمها مع اختلاف الأساليب والأفكار التي صبت كلها في هذا الجانب.