احتجزت السلطات المصرية نسخ فيلم "فيلا توما" للمخرجة سهى عراف، وهي من عرب اسرائيل، ما حال دون عرضه في مهرجان الاسكندرية لسينما البحر الابيض المتوسط، وفق ما اعلنت ادارة المهرجان أمس السبت. وقال مدير المهرجان امير اباظة إن "الجمارك المصرية احتجزت نسخ الفيلم ولن نستطيع عرضه ضمن فعاليات المهرجان، ونحن مقتنعون بعرض هذا الفيلم الفلسطيني الذي من حقه ان يشارك في المسابقة الرسمية". وتتباين الاراء حول عرض فيلم يصفه البعض بأنه "اسرائيلي"، ويصفه الفريق الآخر بأنه "فلسطيني"، اذ ان مخرجته من عرب اسرائيل. وقال الناقد طارق الشناوي إن "عرض افلام فلسطينيي 1948 التي تشارك اسرائيل في انتاجها يجب أن يعود الى قرار جماعي للنقابات التي وقعت قرار المقاطعة لاتخاذ قرار جديد يلغي القرار السابق". وتحدث الممثل المصري نور الشريف في ندوة اقيمت لتكريمه في المهرجان، عن "ضرورة دعم الفلسطينين تحت الاحتلال (..) في عرض افلامهم (..) التي تؤكد على الشخصية الوطنية الفلسطينية وتحمل نضالاً عادلاً في مواجهة محاولات الغائها". وشارك فيلم "فيللا توما" في "أسبوع النقاد" في مهرجان البندقية في دورته الحادية والسبعين، وشارك في "اكتشافات" في مهرجان تورنتو. ويصف الفيلم حالة العزلة التي عاشتها عائلة مسيحية ثرية من ثلاث اخوات في ظل التفكك الذي ضرب المجتمع الفلسطيني جراء الاحتلال، وفق المخرجة. وتدور احداث الفيلم في رام الله خلال عام اثناء الانتفاضة الاولى التي انتهت بتوقيع اتفاق اوسلو، لكنها تسترجع ثلاثة وثلاثين عاماً ماضية، وتجري مقارنات بين الواقع والماضي. وقالت سهى اثناء عرض الفيلم في مهرجان البندقية الاسبوع الماضي "بالنسبة لي الفيلم فلسطيني، وقصته فلسطينية، وأحداثه تدور في رام الله، وينطق بالعربية". ورفضت أن يشارك الفيلم في البندقية على انه "فيلم اسرائيلي". وعن تلقي الفيلم مشاركة من جهات اسرائيلية في التمويل، قالت "أنا اقيم في الداخل وأدفع مع أهلي اموالاً للضرائب الاسرائيلية لكني منتجة الفيلم، ولا أريد وضع اسم اسرائيل عليه".