ثمة علاقة وطيدة بين الشعر والرياضة، ترسمها مفردات رياضية اقتحمت قصائد الشعر الشعبي، وباتت تشكّل ركن زاوية في أبيات عدة، بعضها يتداول كأبيات حققت شهرة واسعة، وبعضها يتوارى ضمن أبيات قصيدة شهيرة، وبعضها يثير ابتسامة وارتياح الرياضي، الذي تتماس الأبيات مع ميوله، ويبدو الأمر جلياً في قصائد عدة لشعراء شعبيين، استخدم بعضهم مفردات الرياضة في قصائدة، بينما استغل آخرون ميولهم لزيادة مساحة الاهتمام بهم من جماهير الأندية الرياضة، التي تتقاطع معهم في الميول. برنامج «شاعر المليون» كان نقطة تحول بالنسبة للشاعر عيضة السفياني، ليس لمجرد إبداعه، بل لتخطيه حاجز دعم القبيلة والمعجبين إلى مساحة أكثر اتساعاً، من خلال نادي الهلال، بعدما استأذن لجنة التحكيم في إحدى الحلقات، ليطلب إلقاء أربعة أبيات خاصة بمناسبة حصول المهاجم الهلالي ياسر القحطاني على جائزة أفضل لاعب آسيوي متغنياً بالهلال إذ قال: «الأرض تشبه للسما فأربع خصال من الخصال/ نادي الهلال بصدرها نبراس لهلال السما/ واللاعبين نجوم لنجوم السما مضرب مثال/ الكاس نبض قلوبهم والفوز يجري بالدما/ أبيض على أزرق بالسما وأبيض على أزرق بالهلال/ من يشبهه غير السما ما له شبيه ولا كما/ إذا لعب نادي الهلال بفن وابداع وجمال/ ما عاد تدري انت فوق الأرض ولا بالسما»، لتجد تلك الأبيات اهتماماً بالغاً من الجماهير الزرقاء، التي نصّبت السفياني شاعراً للهلال، وباتت تتغنى بأبياته. الحال ذاتها انطبقت على الشاعر الكويتي سلطان الأسيمر الذي اتبع النهج نفسه، فألقى أبياتاً دغدغ بها مشاعر الجماهير الصفراء قائلاً: «من جماهير النصر شاعر حضر/ يوم كلٍ في انتمائه ما يلام/ من أشعة شمس مديت النظر/ ولامست روحي تباشير الغمام/ قلتها من عام يالقلب الخضر/ شي في غير النصر يكتب حرام». أما الشاعر عبدالله السميري، فحاول اللعب على «الوترين»، والخروج من أزمة تأييد طرف جماهيري على آخر، حين قال في إحدى قصائده: «شي يقال وشي والله ما يقال/ لكن على الله اتكل ويحلها حلالها/ وشلك بتشجيع النصر وشلك بتشجيع الهلال/ حتى لو الكورة ما هيب لنا ولا حنا لها/ يعيش جمهور النصر ويعيش جمهور الهلال/ حتى لو الكرة مهيب لنا ولا حنا لها». وتبدو المفردات الرياضية حاضرة في قصائد الشعراء، ولعل أبرزهم الشاعر علي الحارثي، الذي ظهر اهتمامه الكروي في صغر سنه، إذ يقول في إحدى قصائده التي يمتدح فيها جماعته: «لو جيت أحدهم ضيف ويده خليه/ شوا ذراعه لك ومنها معشاك/ كرت أحمر أقطع طاري العنصرية/ بعلمك باللي في القلب وأنباك»، ثم يعود ويقول في قصيدة أخرى: «وكن صيحات الجمهور في ملعب بيله/ اتهت بحولها لا لد صوبي وتغشاه»، فيما يقول في أخرى: «بحضر وأتحدى وأسجل بلنتي/ غير عني هات الأعلام ولا ودها»، ولم يكتف الحارثي باستخدام المفردات الكروية، بل تجاوزها إلى استخدام أسماء أقطاب رياضية كرئيس لجنة الحكام الحالية في الاتحاد السعودي لكرة القدم عمر المهنا، وذلك في القصيدة التي امتدح فيها عضو لجنة التحكيم بدر صفوق قائلاً: «محشوم يا بن صفوق زبن المجنا/ مهيب سفهه يا رفيع المواصيل/ لكن خفت أزل منا ومنا/ قدام سفرين الوجوه الحلاحيل/ وتصفر اللجنة سواة المهنا/ فاول خطأ وأذوق جلدة من الويل/ والا وانت مستغني بلا شك عنا/ ولا ني على مدح المطاليق ببخيل». ويبدو أن «التكتيك» أيضاً يسجل حضوره بين الشعراء الشعبيين حين يقول الشاعر سعود الحافي: «يا هاجسي عزز هجومك بالدفاع/ ويا شاطئ الراحة يا ذا الدر النفيس»، أما الشاعر فيصل السواط فتغنى بحال لاعبي كرة القدم، وتمنى في قصيدته الشهيرة على لسان عاطل عن العمل، أن يكون مثله مثل لاعب نادي الاتحاد السابق أحمد خريش إذ يقول فيها: «بطير في الدنيا ولكن كيف اطير بدون ريش/ نتف جناحي وقتي وضاعت كذا مكانتي/ يا ليتني لاعب كرة يا ناس مثل أحمد خريش/ في كل قول ألفين وألف ريال في البلانتي/ ما كان هذا حالي المزري ولا بقول ليش/ وأكثر ما أفكر فيه كيف بأحترف في نانتي/ أرزاق والدنيا حظوظ نعيش ما ندري ما نعيش/ ورزقي على ضمانة الله ما هي على ضمانتي».