ما إن تحل مناسبة شعرية كبيرة أو برنامج تلفزيوني ضيفه شاعر إلا وتجده يلقي قصائده ومن ثم يمرر انتماءه الرياضي بقصيدة شعرية يمدح فيها لاعبي ناديه المفضل.وقد بدأت الجرأة في إلقاء قصيدة الأندية السعودية حينما ألقاها الشاعر عيضة السفياني في نادي الهلال قبل عامين في أول ظهور له في برنامج «شاعر المليون»، لكن السفياني في وقتها اعتبر ذلك ميولاً رياضياً، وليس انتقاصاً من الأندية الأخرى. بعد قصيدة السفياني، بادرت إدارة نادي الهلال السعودي، بإقامة أمسية شعرية لشعراء ميولهم الرياضي هلالي وهم: خالد العتيبي ومحمد جار الله السهلي وعيضة السفياني وفيصل اليامي ومحمد الحويماني، ووجدت إقبالاً جماهيرياً كبيراً. الانتماء الرياضي من الشعر أصبح أكثر وضوحاً من السابق، إذ في كل مرة ينتمي الشاعر لأكثر من ناد، خوفاً من فقدان جماهير تلك الأندية. يقول الشاعر الكويتي عطا الله فرحان: «الانتماء الرياضي لأي ناد بعينه حرية شخصية، وهذا لا يغضب جماهيره، مثلاً تريد شاعراً طوال حياته يكتم عشقه لناديه المفضل منذ طفولته»، مؤكداً أنه يشجع نادي الاتحاد بجنون، لدرجة أنه يتمنى أن يمتلك ثروة مالية للمنافسة على رئاسته، وليس بحثاً عن الجماهيرية التي يحظى بها «العميد». وأضاف أنه لا مشكلة في إعلان الشاعر ميوله، خصوصاً أن رؤساء أندية شعراء مثل عبدالرحمن بن مساعد، فإعلان الميول الرياضي يعود إلى الشجاعة عند الشاعر، مشيراً إلى أن الشعر والرياضة وجهان لعملة واحدة، والشعر الوجه الثاني للرياضة، ولا فرق بين الشاعر واللاعب، فكلاهما نجم يقدم إبداعاً للجماهير. ولفت مدير تحرير مجلة «أوراد» الإعلامي والشاعر فيصل العتيبي، الذي يشجع نادي النصر السعودي إلى أن الرياضة حق مشروع لكل شخص، فالشاعر الذي ينتمي لناد معين لا حرج في ذلك، كون معظم جماهير الشعر لا يهمهم سوى سماع الجميل من القصائد فقط بغض النظر عن الأمور الأخرى. وأضاف: «على رغم مشاغلي إلا أنني لا أفوّت متابعة مباريات نادي النصر، وعقب المبارة أكتب أبياتاً عن نتيجة المباراة، فإن كانت فوزاً مدحت «العالمي»، وفي حال العكس أندب الحظ الذي لم يبتسم لفريقي المفضل»، مشيراً إلى أن الشعراء أصبحوا يتبادلون الرسائل النصية في ما بينهم عن نتيجة المباريات وأحداثها، لكن شعراً.