طالبت مستشارة في التنمية البشرية والاجتماعية، بإدراج فحص الأمراض النفسية ضمن فحوص ما قبل الزواج، مشيرة إلى أن هناك أمراضاً «إذا ثبت الإصابة بها؛ يجب عدم إتمام عقد الزواج»، ومنها «الوسواس القهري»، و»الانفصام الذهاني»، وذلك «لتقليل المشكلات الأسرية التي زادت بصورة كبيرة، وأبرزها العنف الأسري». وأشارت المستشارة الدكتورة شيخة العودة، إلى أن أساليب علاج المرضى النفسيين، «بحاجة إلى تخصيص أفضل، فالمستشفيات النفسية التي تعالج المرضى، لا تفصل الحالات، فتجد المختل عقلياً مع المصاب بالانفصام، والأخير ربما يجلس مع مصابي الاضطرابات، وغيرها. وهذا يقلل نسبة الشفاء من الأمراض النفسية». وأكدت العودة، خلال لقاء «الثلثاء الشهري»، الذي عقدته «غرفة الشرقية»، مساء أول من أمس، أن علاج الانفصام الذهاني يتطلب «طريقة واحدة فقط. وهي أن يتعرض المريض لصدمة أكبر من حجم المرض الذي يعاني منه، من خلال جلسات علاجية. فتكون نسبة الشفاء عالية جداً»، لافتة إلى أن غالبية مراجعي العيادات النفسية «لا رسالة لهم، ولا هدف. وهذه المشكلات تأتي تراكمات». وذكرت أن «المناهج التربوية لها دور في تنميتنا. وهذا جزء افتقدناه ونفتقده، فلا نعلم ما الهدف، وأهمية تنمية الذات»، مردفة أن «مشكلاتنا تعود إلى مناهجنا، لدرجة أننا نفتقد هويّتنا أحياناً، وننسى أنفسنا. وهذا الأمر لا يحقق تنمية اجتماعية». وتطرقت إلى أساليب التربية الخاطئة، وتنامي الأمراض النفسية، مستشهدة بإحدى الحالات التي كانت تتابعها وهي «امرأة مصابة بالاكتئاب منذ 20 سنة، وبدأت علاجها. وخضعت إلى 4 جلسات استشارية. واكتشفت أن الاكتئاب يعود إلى فترة زمنية نسيتها السيدة. وتبين خلال دخولها مرحلة اللا وعي، في إحدى الجلسات، أنها تعرضت إلى خوف شديد وهي طفلة. عندما حبستها والدتها في الحمام الخارجي من المنزل»، مشيرة إلى أن «أساليب التربية الخاطئة، والدلع المفرط، تعيق معرفة الذات، إضافة إلى التوبيخ المفرط، الذي يسبب تشكيك الفرد في ذاته، ما يؤدي إلى اضطرابات شخصية ونفسية وإحباط وتشاؤم».