كشف رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الغطاء عن سبب الخلاف المشوب بالعتب تجاه خطة الرئيس الأميركي باراك أوباما لحشد تحالف دولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسورية، وقال: «كما أن أهداف أميركا واضحة وصريحة، فإن سبب رفض تركيا المشاركة في العملية العسكرية واضح بالمقدار نفسه». وأضاف داود أوغلو: «لقد حذّرنا الجميع سابقاً بمن فيهم واشنطن والأسد نفسه من أنه من دون انهاء الازمة في سورية وعودة الاستقرار السياسي، فإن المنطقة ستتحول الى بركان غضب». وعلّقت مصادر ديبلوماسية تركية على تصريحات داود أوغلو بالقول ل «الحياة»: «لا يوجد هدف سياسي واضح لما بعد العملية العسكرية ضد «داعش»، ولا يمكن تخيّل القضاء على الإرهاب مع بقاء الأسد في السلطة لأن كل ما ظهر من إرهاب كان نتيجة تلكؤ أميركا في حسم الملف السوري، والعمل ضد «داعش» سيخدم الأسد وسيفجّر تنظيمات أخرى بديلة، وعليه فإن تركيا تشعر بالاحباط مجدداً من عدم انتباه واشنطن الى حقيقة الأمور على الأرض». وكدليل على صحة كلامه، قال داود أوغلو: «لقد غنم تنظيم «داعش» كل الأسلحة الأميركية المتطورة التي كانت في الموصل وذلك كنتيجة مباشرة لتدهور الأوضاع السياسية في العراق». وكانت أنقرة رفضت المشاركة عسكرياً في التحالف الدولي الذي تقوده أميركا لكنها تعهدت لوزير الخارجية جون كيري الذي زار أنقرة الجمعة بدعم عمليات الإغاثة الإنسانية وتقديم دعم استخباراتي، بينما أشار «البنتاغون» إلى أن تركيا قد تقدم المزيد (وفق تصريحات الناطق باسم «البنتاغون» جوش ايرنست). كما أكدت مصادر مطلعة في تركيا ل «الحياة» أن أردوغان وعد بتشديد الأمن على الحدود التركية - السورية لمنع وصول المزيد من المقاتلين الى «داعش». في المقابل، حمّل السفير الاميركي السابق لدى أنقرة فرانسيس ريكاردوني تركيا مسؤولية تنامي حجم «التنظيمات الارهابية» في سورية لأنها قدّمت الدعم لها على رغم تحذير الولاياتالمتحدة ورفضها لذلك. وقال ريكاردوني الذي غادر أنقرة قبل 3 أشهر إلى التقاعد بعد خدمة ثلاث سنوات شابها الكثير من التوتر مع الحكومة، في محاضرة في مركز أبحاث في أميركا «إن تركيا قدمت الدعم والسلاح لجبهة النصرة وأحرار الشام وهما فصيلان ارهابيان، وقد حذّرنا تركيا من ذلك لكنها لم تستجب تحذيراتنا». وتزداد الضغوط حالياً على تركيا مع زيادة الاتهامات لها بدعم التنظيمات التي تعتبرها واشنطن ارهابية في سورية ودعم غير مباشر ل «داعش». فإضافة إلى تصريحات ريكاردوني، نشرت مجلة «نيوزويك» لقاء مع زوجة أحد المقاتلين الاتراك في «داعش» التي قالت إن باصات نقل المتطوعين للقتال كانت تجمع الشباب في اسطنبول علناً وأن الحكومة التركية لم تحرك ساكناً على رغم علمها بما يحدث.