صدر للمفكر اللبناني كريم مروّة كتاب جديد، ولكن في حقل الأدب والفن، هو «فلسطين وقضية الحريّة... في سيَر وإبداعات المثقفين الفلسطينيين» (الدار العربية للعلوم ناشرون)، وفيه اختار مروّة استحضار سير وإبداعات لكوكبة من أدباء فلسطين وشعرائها ومفكريها الذين ينتمون إلى أجيال مختلفة هم: بندلي جوزي، عبد الكريم الكرمي، إميل توما، إميل حبيبي، توفيق زياد، كمال ناصر، إحسان عبّاس، معين بسيسو، غسّان كنفاني، فدوى طوقان، إدوار سعيد، محمود درويش، ناجي العلي. وتناول مروة هذه الأسماء في كتابه هذا، على أن يستكمل رصده سِيََرَ كوكبة أخرى من المبدعين الفلسطينيين وإبداعاته في كتاب لاحق. ويعتبر مروّة أن انتقاء هذه الشخصيات جاء من خلفية دورهم كروّاد في الثقافة الفلسطينية والعربية وفي الانتماء الوطني إلى فلسطين وإلى عروبتها. ويجد الكاتب أن هذا الكتاب يُشكّل خطوة في سبيل الدفاع عن فلسطين تلك الشخصيات التي ساهمت في صناعة هويّة فلسطين الثقافية المعاصرة. وعن علاقة الكاتب اللبناني كريم مروّة بفلسطين وكتّابها، يقول في المقدّمة: «أحب أن يعرف القارئ مدى عمق علاقتي بفلسطين، وهي علاقة تكوّنت عندي منذ أيّام طفولتي وشبابي الباكر. فأنا جنوبيّ الولادة والنشأة والهوى (...)، فتحت عينيّ وأنا طفل على فلسطين، على الكثير ممّا نأكله ونلبسه ونتعامل معه وبه في حياتنا اليومية. وكانت خرجيتي اليومية والأسبوعية تُقدّم لي بالعملة الفلسطينية وبالعملة اللبنانية في آن معاً. عرفت فلسطين في أوّل الأمر من خلال أسماء مدنها حيفا ويافا وعكا وصفد، التي كان أبناء بلدتنا يذهبون إليها لشراء حاجياتهم، أو للعمل في مؤسساتها الاقتصادية على اختلافها (...) لكن ما إن بلغت العام الرابع عشر من عمري حتى صار لفلسطين معنى آخر أكثر وضوحاً وأكثر عمقاً في مشاعري وفي وجداني وفي عقلي. كان ذلك عشيّة انتهاء الحرب العالمية الثانية، وكانت الهجرة اليهودية إلى فلسطين عبر لبنان واحدة من القضايا التي بدأت تشغلني في ذاك التاريخ. ثم تحولت تلك الهجرة في أعقاب انتهاء الحرب إلى قضية خطيرة في وجدان جيلي من الشباب ورفاقي في المدرسة وخارجها، فشكلنا في ما بيننا مجموعة لمراقبة المهاجرين اليهود عبر مدينة صور، وقرّرنا أن نكون عيوناً ساهرة في هذا الاتجاه. وفي ذلك التاريخ بالذات، أعلنت انتمائي إلى القومية العربية مع بعض رفاق دراستي». ويوقع مروة كتابه في معرض الكتاب-بيروت بين السابعة والتاسعة من مساء اليوم في جناح الدار العربية للعلوم.