كان لقاء الرئيس الأميركي باراك اوباما ووفد بطاركة ومطارنة المشرق برئاسة الكاردينال الماروني بشارة الراعي في جوهره لطمأنة المسيحيين إلى أن الولاياتالمتحدة لن تسمح بتمدد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسورية (داعش)، وأنها ملتزمة تدميره وستعمل ديبلوماسياً واقتصادياً وعسكرياً لترسيخ الاعتدال والحفاظ على التعددية في المنطقة. وتقول مصادر رعوية إن اللقاء الذي استمر 35 دقيقة في البيت الأبيض كان «مثمراً وودياً» وأن أوباما «أصغى واستمع» معظم الوقت الى ضيوفه الذين عرضوا هموم المسيحيين في لبنان وسورية ومصر، وهي الدول التي جاء منها الوفد. وقال احد المشاركين في الوفد ل «الحياة» ان هناك خطوطاً عريضة تلاقى حولها الجانبان، أبرزها محاربة «داعش» بعد ضمان مظلة إقليمية ودولية لذلك، رفض العنف والتطرف في المنطقة، حماية لبنان وتحييده عن النزاع السوري، والطلب من واشنطن المساعدة ديبلوماسياً ومع الجيش اللبناني في ضمان ذلك، وتأكيد الحاجة إلى انتخاب رئيس في لبنان في أسرع وقت ممكن. وأفادت مصادر مطلعة بأن أجواء الزيارة ولقاء البيت الأبيض كانت «إيجابية جداً»، وقدم فيها اوباما ضمانات لدعم لبنان وخصوصاً في الشق الأمني والإنساني للمساعدة في احتواء أزمة اللاجئين. وكان ثمة ادراك في واشنطن لأهمية تحييد لبنان والمساعدة في توفير الظروف الإقليمية لذلك، خصوصاً في إطار أي حوار سعودي-إيراني. ويشار في هذا الإطار إلى أن واشنطن تتفادى البحث مع ايران في الملف اللبناني خلال اللقاءات حول البرنامج النووي على رغم أنها تسعى الى تحسين الظروف لحوار فاعل بين الرياض وطهران. اما في الملف السوري، فكان تأكيد لرفض العنف والتطرف من كل الاتجاهات في سورية، وكرر اوباما وجهة نظر إدارته المتمسكة بحل سياسي وفق بنود «جنيف 2»، مع مرحلة انتقالية من دون الرئيس بشار الاسد الذي لا تريد الادارة له دوراً في محاربة «داعش» او في مستقبل سورية. وغادر البطاركة واشنطن أمس في زيارة وضعت قضيتهم على مدى أسبوع في صلب الجدل السياسي في العاصمة الاميركية من خلال مؤتمر «من اجل الدفاع عن المسيحيين» وكلمة في الكونغرس ولقاءات مع الجاليات. وأوضحت السفارة الأميركية في بيروت ما تناقله بعض وسائل الإعلام عن لقاء الرئيس باراك أوباما بطاركة الشرق وكلامه عن نظام الأسد، فأكدت في بيان أن «أوباما قال في شكل واضح إن وحشية نظام الأسد تسببت بمعاناة فادحة في صفوف الشعب السوري بمن في ذلك المسيحيون، ولفت إلى أن بشار الأسد فقد كل شرعية لقيادة سورية، ولهذا السبب تدعم الولاياتالمتحدة المعارضة السورية المعتدلة كثقل موازٍ لكل من الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية».