أثمرت انتخابات مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي التي اعلنت نتائجها فجر أمس تشكيلة برلمانية غير مسبوقة شمل التغيير فيها ثلثي المقاعد وحصل الشيعة فيها على الثلث وغابت عنها القوى الإسلامية والليبيرالية والقبائل الكبيرة وغلبت عليها أسماء جديدة ممن لم يخوضوا غمار السياسة من قبل، كذلك شهدت عودة المرأة بثلاثة مقاعد. وأجريت الانتخابات وسط مقاطعة واسعة من الناخبين استجابة لدعوة القوى المعارضة، ففي حين ذكر موقع وزارة الإعلام أن حجم المشاركة كان 38.6 في المئة، أعلنت المعارضة أنها رصدت عملية الاقتراع، وأن النسبة الفعلية كانت 26.7 في المائة، بينما أعطت مجموعات رصد محايدة رقماً وسطاً بين الحكومة و المعارضة. وكانت الانتخابات السابقة تشهد إقبالاً يترواح بين 60 و 70 في المائة. وقال معارضون إنه لا أدل على حجم المقاطعة من أن أحد المرشحين في الدائرة الخامسة فاز بالمقعد ب532 صوتاً فقط في هذه الدائرة التي يزيد ناخبوها عن 118 الفاً، لكن وزير الإعلام الشيخ محمد العبدالله، اعتبر أن نسبة المقاطعة «لم تتجاوز 18 في المئة». ومن أبرز ملامح البرلمان الجديد حصول الشيعة، الذين اقترعوا بكثافة، على 17 مقعداً من خمسين، بعدما كانوا يحظون بسبعة مقاعد فقط في المجلس السابق. وحصل الشيعة على مقاعد في دوائر تغلب عليها القبائل، حيث لم تكن لهم فرصة أبداً في السابق لإحراز أي مقعد. ويقدر عدد الناخبين الشيعة ب15 في المائة من إجمالي الناخبين. والملمح الثاني المهم كان غياب أكبر قبيلتين عددياً في الكويت عن المجلس، إذ قاطعت قبيلتا «مطير» و «العوازم» الانتخابات بنسبة عالية جداً، ما أفقدهما أي مقعد، بينما كانتا تحصدان في الماضي ما بين 10 و 12 مقعداً، وتراجع نصيب القبائل عموما من 25 إلى 20 مقعداً. أما الحضر السنة، فتراجع نصيبهم إلى 13 مقعداً، وغاب عن صفوفهم الإسلاميون من تياري «الإخوان» و «السلف»، ما عدا النائب علي العمير، المحسوب على «جمعية إحياء التراث الإسلامي» السلفية، وهو موال للحكومة في معظم مواقفه. أما الليبراليون، فقاطعوا الانتخابات ترشيحاً وانتخاباً. وشهدت الانتخابات عودة المرأة بثلاثة مقاعد، فعادت معصومة مبارك إلى مقعدها وانضمت إليها صفاء الهاشم وذكرى الرشيدي. ويلاحظ أن الأخيرة من قبيلة «الرشايدة»، وهذا أول فوز لنائبة قبلية في تاريخ البرلمان. ومن اليسير ملاحظة أن تشكيلة البرلمان الجديد استثنائية جداً ومرتبطة بواقع المقاطعة والأزمة المستحكمة بين السلطة والمعارضة منذ سنوات، والتي تفاقمت منذ الصيف الماضي. وأعلنت المعارضة أمس رفضها للبرلمان وطعنت في شرعيته كونه بني على أساس المرسوم الذي عدل قانون الانتخاب، والذي تعتبره «غير دستوري» وهو سبب المقاطعة، وتعهدت على لسان الرئيس السابق للبرلمان أحمد السعدون بالعمل على «إسقاط المجلس غير الشرعي». ومن غير المستبعد أن تتغير التشكيلة البرلمانية قليلاً خلال اسابيع بسبب مشكلة وجود حالات شطب ضد 8 من الأعضاء من قبل لجنة الانتخابات وهو شطب تم تجميده لحين البت فيه قضائياً، كذلك تقدم 3 نواب سابقين أمس بطعون ضد الانتخابات على أساس مخالفة المرسوم الذي أجريت على أساسه لأحكام سابقة للمحكمة الدستورية. وجاء التشكيل البرلماني الجديد على النحو الآتي: من الشيعة فاز: عدنان عبدالصمد وفيصل الدويسان ويوسف الزلزلة ومعصومة مبارك وعبدالحميد دشتي وصالح عاشور وخالد الشطي (جديد) وحسين القلاف وعدنان المطوع واحمد لاري وخليل الصالح (جديد) وخليل عبدالله (جديد) وهشام البغلي (جديد) ومبارك النجادة (جديد) وعبدالله التميمي (جديد) وهاني شمس (جديد) وناصر عبدالله غدنان (جديد). ومن الحضر السنة فاز 13 نائباً: كامل العوضي (جديد) ونواف الفزيع (جديد) وعلي الراشد عبدالرحمن الجيران (جديد) وعادل الخرافي (جديد) وعلي العمير وأحمد المليفي وصفاء الهاشم (جديدة) وعبدالله معيوف (جديد) ونوري الفضل ويعقوب الصانع (جديد) وفيصل الكندري (جديد) وطاهر الفيلكاوي (جديد). ومن القبائل فاز 20 مرشحاً هم: من قبيلة «عنزة» خلف دميثير وعسكر العنزي، ومن قبيلة «عتيبة» سعدون حماد ومحمد الجبري (جديد)، ومن قبيلة «الظفير» خالد الشليمي (جديد) ومشاري الحسيني (جديد)، ومن «بني مرة» ناصر المري (جديد)، ومن «العجمان» خالد العدوة، ومن «الفضول» عصام الدبوس، ومن «الدواسر» حماد الدوسري (جديد)، ومن قبيلة «سبيع» سعد البوص (جديد)، ومن قبيلة «الرشايدة» سعد الخنفور وسعود الحريجي (جديد) ومبارك الخرينج وذكرى الرشيدي (جديدة) ومحمد ناصر الرشيدي (جديد) ومبارك العرف (جديد)، ومن «الصلبة» بدر البذالي (جديد) وحمد الهرشاني (جديد).