«كريستيان باكر» نموذج من النساء الأوروبيات اللاتي أنجذبن إلى الإسلام في السنوات الأخيرة، فأحبت الإسلام كدين واعتنقته عن اقتناع، وهي الآن ناشطة في منتديات حوار الأديان لتقريب وجهات النظر وتصحيح المغالطات السائدة عند الغرب تجاه الإسلام والمسلمين. «باكر» أشهر مذيعات «إم تي في MTV» الموسيقية، التي ذاع صيتها وانتشر اسمها في القارة الأوروبية، قالت: «إن تجربتها فيMTV لم تجلب الرضا لحياتها الروحانية، فاعتنقت الإسلام عام 1995 الذي أوصلها إلى حال جديدة». تقول kristiane backer: «بدأت في البحث عن الحب، وبعد تعرفي إلى الإسلام اكتشفت أنني كنت أفتقد الحب الأسمى، وهو حب الله، وبعد إيجاد هذا الحب اعتنقت الإسلام وأصبحت أؤدي واجباتي الدينية كمسلمة أوروبية». وكان لابد لها من مواجهة الإعلام الألماني الناقد لها بعد اعتناقها الإسلام، وكذلك مواجهة حال الاغتراب عن أصدقائها وعائلتها، لكن سرعان ما تقبلها والداها، وتضيف كريستيان: «عائلتي اليوم مسرورة بعد خوض عدد من النقاشات حول دخولي الإسلام، وهي الآن مقتنعة بأن إسلامي جعلني سيدة أكثر طاعة لله، فعائلتي استفادت من إسلامي وهي أولويتي في الحياة الآن». «من إم تي في MTV إلى مكة»، كتاب أصدرته «باكر» ترصد فيه التحول الجذري في حياتها، من شخصية مشهورة، ارتبطت بالمهرجانات الغنائية والحفلات، إلى مسلمة أوروبية، وتحاول مخاطبة القارئ الأوروبي بأسلوبها لإبراز الكثير مما يجهله الغرب عن الإسلام، وبعد صدوره لم تتوقع كل هذا النجاح للكتاب، فكل وسائل الإعلام الألمانية أشارت إلى الكتاب، وأجرت مقابلات مع الكاتبة، التي سردت تفاصيل إسلامها والضغوط التي تعرضت لها، ومن ثم أيضاً النجاحات التي حققتها... وكان للكتاب رد فعل إيجابي في العالم الإسلامي، على رغم أن الكتاب صدر باللغة الألمانية. تعيش كريستيان باركر في لندن الآن، وتقدم بعض برامج التلفزة المتفرقة، وتلقي محاضرات في ميونخ وغيرها، تقول: «بعد صدور الكتاب لم تتوقف الدعوات لإلقاء المحاضرات، ولا الدعوات بشأن إجراء مقابلات لوسائل الإعلام المختلفة، كل هذا أتاح لي فرصة كبيرة وذهبية لشرح الثقافة الإسلامية أمام جمهور غربي لا يعرف الكثير عنها، والحقيقة أن هذا يشغل كل وقتي الآن... وأفكر في الوقت الحالي في اتجاهات متعددة، خصوصاً تلك التي تسير في اتجاه التقريب بين الثقافات، وقد شجعني كثيراً نجاح كتابي الأول على تبني هذه الفكرة، وأقوم الآن بالإشراف على ترجمة كتابي من اللغة الألمانية إلى اللغة التركية، وأفكر في كتاب جديد عن النساء بين الثقافات المختلفة». كما قالت: «أربكتني تعليقات بعض المتطرفين الذين شككوا في تحولي للإسلام»، وللأسف هذا ما يواجهه كثير من المسلمين الجدد، خصوصاً المشاهير منهم». الحمد لله الذي هداها للحق ودعواتنا لها بالثبات... وقد شاهدت لقاءً رائعاً معها فأحببتها، ولذا كتبت عنها. [email protected]