قبل أن يشطح العنوان بخيال بعض القراء إلى نسج قصة حب بين رجل ألماني وإمرأة عربية، أعود بهم لأرض الواقع بأن العشق هو بين مستشرق ألماني (إكيهارد شولتس) واللغة العربية التي أحبها كما كان مواطنه سفير الثقافة الألمانية للعالم الأديب المشهور جوته وقال عنها: (ربما لم يحدث في أي لغة هذا القدر من الانسجام بين الروح والكلمة والخط كما حدث في اللغة العربية، وإنه لتناسق غريب في جسد واحد). وأضاف شولتس: لايمكن المقارنة بين اللغة العربية وغيرها فذاك أشبه بالمقارنة بين الخيول والخرفان!. هذا العالِم في الدراسات الإسلامية والعربية وعلوم الترجمة جاء خصيصاً من ألمانيا ليكون ضيف الإثنينية - منتدى الأستاذ عبدالمقصود خوجة - الذي قال في تقديمه له: يختصر بعض الغربيين الإسلام والعرب في اضطهاد المرأة أو جوانب سلبية أخرى لأنهم لم يعرفوا حقيقته، غير أن الأمل معقود على أمثال ضيفنا الكريم لنشر ثقافة التسامح والفهم الصحيح للثقافة والحضارة العربية والإسلامية.ويحمل شولتس شهادة الدكتوراة في الدراسات العربية، وهو محاضر في جامعة لايبزك وجامعات ألمانية أخرى، إذ يعمل منذ عام1993م وحتى اليوم أستاذاً للدراسات العربية فيها بمعهد الدراسات الشرقية، كما أنه أستاذ زائر ومحاضر في مصر والكويت والمغرب والمملكة العربية السعودية وسوريا وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة واليمن، وقد حضر للمملكة كأستاذ زائر لأول مرة عام 1995م حيث مكث لمدة شهرين وقدم محاضرات في كلية اللغات والترجمة، قام بتأليف سبعة كتب في اللغة العربية منها:(كتاب تعليم العربية المعاصرة، كتاب تدريس اللغة العربية للمرحلة الإبتدائية والمتوسطة، كتاب تدريس العربية المعاصرة للمتقدمين، كتاب تدريس اللغة العربية المعاصرة نحواً وصرفاً). ومن أبرز إهتماماته المخطوطات التي تمثل المخزون الطبيعي لفكر وثقافة الأمم عبر التاريخ، وله مشاريع علمية جارية إذ يعمل منذ عام 2007م على المسح الإلكتروني للمخطوطات الشرقية في أتشيه/اندونيسيا وترميمها وفهرستها وعرضها على الأنترنت، وكذلك يقوم بنفس العناية بالمخطوطات الشرقية في جافا/أندونيسيا من عام 2009م، وأرجع سر إهتمامه بهذه المخطوطات أنها فيه شيء هام يعكس التسامح والتعايش.كما قال أن في برلين 80 ألف مخطوطة عربية أصلية من أنفس المخطوطات في العالم.وأوضح أن المستشرقين الألمان لديهم إمكانية في اللغة العربية، وأن موقفهم مختلف عن غيرهم تجاه العرب والمسلمين. ومن المفارقات العجيبة أن رجل ألماني يتكلم العربية بطلاقة ويعشقها ويفني عمره لتعليمها للآخرين وتشهد سيرته ومؤلفاته على ذلك في الوقت الذي يتبرأ فيه بعض العرب من لغتهم الأم وكأنها وصمة عار يخشى أن يوصم بالتخلف لاستخدامها كتابةً ًولفظاً وعلماً . فهلا منحنا لغتنا العربية حقها من الدراسة والاهتمام والتطبيق والاعتزاز بها قبل غيرنا. [email protected]