حصلت فلسطين على دعم 138 دولة في الأممالمتحدة، وفازت بصفة دولة مراقبة غير عضو في الأممالمتحدة في تصويت تاريخي في الذكرى ال65 لقرار التقسيم الرقم 181 الصادر عن الجمعية العامة عام 1947. وصوتت الولاياتالمتحدة وإسرائيل ضد قرار منح فلسطين وضعية الدولة المراقبة الى جانب كندا وتشيكيا وباناما وأربع دول صغيرة، فيما امتنعت 41 دولة عن التصويت، بينها 12 أوروبية كبريطانيا وألمانيا وبولندا ورومانيا وهولندا وبلغاريا. وفي ظل غياب وزاري عربي تام، تلقى الرئيس محمود عباس سيلاً من التهاني من ممثلي الدول الذين احتشدوا في قاعة الجمعية العامة، بينهم وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو الذي نظم استقبالاً في مقر البعثة التركية قرب مقر الأممالمتحدة للاحتفال بالفوز حضره عباس. وفي كلمته، شدد عباس على أن قرار الجمعية العامة هو محاولة «الفرصة الأخيرة لإنقاذ حل الدولتين». وإذ أكد أن الحصول على صفة الدولة «لا يهدف الى نزع الشرعية عن إسرائيل بل لتأكيد شرعية دولة يجب أن تقام سريعاً هي فلسطين»، كرر أن الغاية ليست إضافة «تعقيدات لعملية السلام التي قذفت بها الممارسات الإسرائيلية إلى غرفة العناية المركزة، بل لإطلاق فرصة جدية أخيرة لتحقيق السلام، ولا يستهدف مسعانا الإجهاز على ما تبقى من مفاوضات فقدت جدواها وصدقيتها، بل هو محاولة لبث روح جديدة في احتمالاتها ووضع أساس متين لها، مرجعيات القرارات الدولية، إذا أريد لها أن تنجح». وقال إن ما «يدفع الحكومة الإسرائيلية إلى التمادي في سياساتها العدوانية وإرتكاب جرائم الحرب ينبع من قناعة لديها بأنها فوق القانون الدولي، وأنها تمتلك حصانة تحميها من المحاسبة والمساءلة». وشدد على أن الوقت حان «كي يقول العالم بوضوح كفى للعدوان والاستيطان والاحتلال». وحذر من أن «نافذة الفرص تضيق، والوقت ينفد سريعاً»، مشيراً الى إن «الأرواح البريئة التي أزهقتها القنابل الإسرائيلية لأكثر من 168 شهيداً ... لهي تذكير مؤلم وجارح للعالم بأن الاحتلال العنصري الاستيطاني يجعل حل الدولتين وإمكانية السلام خياراً بالغ الصعوبة إن لم يكن مستحيلاً». وتعهد عباس العمل «بمسؤولية وإيجابية في خطواتنا المقبلة» والاستمرار في التشاور مع «أصدقائنا وإخواننا». وانتقدت السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة سوزان رايس بشدة قرار الجمعية العامة، معتبرة أنه «غير بناء ويزيد العقبات في طريق السلام، ولهذا صوتت الولاياتالمتحدة ضده». وقالت: «ستنتهي المواقف الكبيرة التي أعلنت قريباً جداً، وسيفيق الشعب الفلسطيني غداً ليجد أن القليل في حياته تغير»، داعية «الطرفين الى استئناف المحادثات المباشرة من دون شروط مسبقة». وأضافت: «فقط عبر المفاوضات المباشرة يمكن الفلسطينيين والإسرائيليين تحقيق السلام بقيام دولتين لشعبين» فلسطين السيدة المستقلة القابلة للحياة» الى جانب «إسرائيل اليهودية الديموقراطية». وقال السفير الإسرائيلي رون بروسور إن «العالم ينتظر عباس ليقول الحقيقة بأن السلام يمكن فقط أن يتحقق من خلال المفاوضات والاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، وليقول أن السلام يجب أن يحقق حاجات إسرائيل الأمنية أيضاً وينهي النزاع الى الأبد». وفي كلمة قبل التصويت، قال داوود أوغلو إن «الشعب الفلسطيني يتوق إلى الحرية ورفع الذل واستعادة الكرامة»، معتبراً أن «الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس خياراً بل واجب». وأضاف أن الوقت حان لرفع علم فلسطين في الأممالمتحدة وإعطاء الشعب الفلسطيني حقّه التاريخي». ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالقرار، معتبراً أن «للفلسطينيين الحق المشروع في دولة مستقلة»، و «لإسرائيل الحق في العيش بسلام وأمن مع جيرانها، وليس من بديل عن المفاوضات لتحقيق ذلك الهدف»، مشدداً على ضرورة «استئناف مفاوضات ذات معنى». ولاحقا، اعتبر عباس في اول تعليق له على نتيجة التصويت ان هذا القرار هو «انتصار للسلام والحرية والشرعية الدولية»، وقال لوكالة «فرانس برس»: «أشكر الشعب الفلسطيني وأقدم له التهنئة بهذا الانجاز، كما اشكر شعوب الامة العربية والاسلامية وأحرار العالم الذين صوتوا لصالح فلسطين». ووعد «شعبنا الفلسطيني باستمرار الكفاح الوطني حتى رفع علم فلسطين على مساجد وكنائس القدس الشريف». من جهته، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة لوكالة «فرانس برس»: «اليوم هزم الاحتلال الاسرائيلي، وانتصرت دولة فلسطين وشعب فلسطين»، مضيفاً: «نطلب من دول العالم، خصوصاً الولاياتالمتحدة، ان تجبر اسرائيل على انهاء الاحتلال». بدوره، قال كبير المفاوضين صائب عريقات: «بعد التصويت قواعد اللعبة تغيرت، وفلسطين اصبحت معترفاً فيها من الاممالمتحدة. الآن قواعد العملية السياسية اختلفت وتغيرت، وقواعد اللعبة لم تعد كما كانت».