ردت اسرائيل بعصبية هستيرية على قرار الاممالمتحدة، الاعتراف بدولة فلسطين، وصعدت تهديداتها بفرض اجراءات وعقوبات مشددة على السلطة الفلسطينية باعتبار ان تقديم الطلب الفلسطيني ينقض الاتفاقات بين الطرفين. وفيما اعتبرت جهات اسرائيلية قرار الاممالمتحدة رسالة تحذير عالمية لاسرائيل تؤكد ان العالم مل الاستيطان وسياسة رفض اسرائيل للسلام، وصف رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو خطاب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بالخطاب الشيطاني معتبرا ابو مازن شخصا رافضا للسلام. وقال ان بلاده لن تسمح باقامة قاعدة ارهابية ايرانية في الضفة الغربية علاوة على القواعد الايرانية التي أقيمت في غزة ولبنان، على حد تعبير نتانياهو. وأعلنت اسرائيل انها ستمتنع عن تحويل اموال الجمارك للسلطة الفلسطينية، ولن تقبل بتبادل العملة المهترئة مع الفلسطينيين كما ستشدد تصاريح العمل للعمال الفلسطينيين. وابرز الخطوات الاسرائيلية المصادقة على المزيد من المشاريع الاستيطانية. وفي تطرقها للموضوع اعتبرت وسائل الاعلام الاسرائيلية حصول المطلب الفلسطيني على تاييد 138 دولة ضربة قاسية لاسرائيل وتشكل فشلا لسياسة نتانياهو وحكومته الرافضة للسلام. ورات صحيفة "هارتس" ان الدول الاوروبية التي دعمت المطلب الفلسطيني، مثل فرنسا وبريطانيا ودول اخرى صديقة لاسرائيل، بعثت الى الحكومة الاسرائيلية ورئيسها رسالة واضحة تؤكد فيها انها لم تعد تقبل احتلال الضفة الغربية وبان لا ثقة بعد بالتصريحات الاسرائيلية حول مد يد السلام والرغبة في التقدم نحو اقامة دولة فلسطينية. وبحسب الصحيفة فقد منيت اسرائيل بهزيمة دبلوماسية مهينة وقالت:" ما حصل في الاممالمتحدة هو نتيجة واضحة لسياسة قادها نتانياهو. سياسة كانت بدايتها برفض الاعتراف بحل الدولتين. وفي الخطاب الذي القاه في بار ايلان، تحت ضغوط امريكية، كان كمن مسه شئ من الجان. ففي حينه تحدث نتانياهو عن الدولة الفلسطينية لكنه لم يطرح الموضوع للتصويت عليه في الحكومة. وفي اعتبار الاسرائيليين الدعم الدولي الذي حظيت به السلطة الفلسطينية فشلا ذريعا لاسرائيل، ذكر ان نتانياهو، وعلى مدار السنوات الاخيرة، رفض البت في القضايا الجوهرية للصراع والحل الدائم له وأضاع الوقت عبر إطلاق الذرائع والحجج وامتنع عن تقديم خطة سياسية للفلسطينيين وللدول الصديقة لإسرائيل. وفي غياب المبادرة السياسية انجر نتنياهو، ومعه اسرائيل كلها، إلى التصويت في الأممالمتحدة جرا، كمن وضع في كيس، وفق التعبير الذي اعتاد ارييل شارون على استخدامه بلهجة ساخرة". واضافت "هارتس" تقول ان نتانياهو الذي تفاخر بتجنيد العالم ضد مشروع النووي الايراني وبتجنيد الدعم الأمريكي للحملة العسكرية على غزة، فشل في اقناع الفلسطينيين والمجتمع الدولي بانه جاد وصادق في مساعيه السلمية حتى ان غالبية زعماء العالم لم يصدقوه ويلقون عليه بالمسؤولية عن الجمود السياسي". نتانياهو وامام هذه الانتقادات وجه سهامه نحو ابو مازن فاعتبر خطابه شيطانيا يتسم بالكراهية والحقد ضد اسرائيل، وقال "ان قرار الجمعية العامة لا يحظى بأية أهمية ولن يغير شيئا على الأرض والدولة الفلسطينية لن تقوم من دون تسوية تضمن امن مواطني اسرائيل. واعتبر رئيس الكنيست، روبي رفلين، قرار الأممالمتحدة انذارا بتدهور خطير في المنطقة. ودعا الفلسطينيين إلى التجاوب مع الدعوة الاسرائيلية لمفاوضات مباشرة فورا ومن دون شروط مسبقة.