نقلت وسائل الإعلام العبرية عن موظفين إسرائيليين كبار «ارتياح» أوساط رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو لحقيقة أنه للمرة الأولى سيلتقي الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض (الاثنين) من دون أن يكون «الملف الفلسطيني» ركيزة المحادثات بينهما «إنما التفاهمات الدولية حول الخطر الكامن في التهديد الإيراني، في مقابل إحباط المجتمع الدولي من تردد الفلسطينيين في استئناف المفاوضات». وأجمعت تعليقات صحف نهاية الأسبوع على أن زيارة نتانياهو الحالية إلى واشنطن التي بدأها أمس، «أهم رحلة له» في مسيرته السياسية الطويلة «كسفير ثم شخصية سياسية ثم زعيم وطني». وأضافت أنه في لقاء نتانياهو وأوباما «سيُطرح على الطاولة أخطر مجازفة: مهاجمة المنشآت النووية في إيران». وكتب المعلق السياسي في صحيفة «هآرتس» ألوف بن أمس أن نتانياهو «استعد لهذه اللحظة» منذ توليه منصبه الحالي قبل ثلاث سنوات، نجح خلالها في تحقيق إنجاز ديبلوماسي مهم بدا للوهلة الأولى مجرد خيال، تمثّلَ في تغيير جدول الأعمال السياسي للدول العظمى، من مسألة «فلسطين أولاً» إلى «إيران قبل كل شيء». وذكّر المعلق باللقاء الأول بين نتانياهو وأوباما قبل نحو ثلاث سنوات حين تحدث نتانياهو عن التهديد الإيراني فردّ عليه أوباما بوجوب تجميد الاستيطان وإنهاء الاحتلال، «كمصلحة حيوية للأمن القومي للولايات المتحدة»، ثم فرض على نتانياهو دعم فكرة إقامة الدولة الفلسطينية وتجميد الاستيطان لعشرة شهور. وتابع المعلق أنه مع مرور الوقت وتحديداً في الفترة الأخيرة «يغيب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عن الأجندة الوطنية للولايات المتحدة فيما حكومة اليمين في إسرائيل تواصل توسيع المستوطنات وفقاً لأيديولوجيتها ومن دون مضايقات خارجية». وزاد أن نتانياهو «نجح في هزيمة رئيس السلطة الفلسطينية» محمود عباس (أبو مازن) ومنعه من الحصول على اعتراف الأممالمتحدةبفلسطين دولة مستقلة، بينما خطر انتفاضة فلسطينية ثالثة لا يثير أي اهتمام في الرأي العام في إسرائيل «الذي يعنيه ارتفاع أسعار الوقود وتجنيد المتدينين المتزمتين ونسي الفلسطينيين». وتابع أن نتانياهو أثبت أنه «يمكن تقزيم الصراع مع الفلسطينيين وحصره في خطابات وبيانات للصحف، من دون دفع أي ثمن دولي». وأشار الكاتب إلى نجاح نتانياهو أيضاً في استغلال خصوم الرئيس أوباما الجمهوريين الذين جعلوا من التهديد الإيراني النووي موضوعاً محورياً في حملة الانتخابات الرئاسية وزجّوا الرئيس في الزاوية ليدافع عن نفسه، بالإضافة إلى أن «دوّامة الربيع العربي» خدمت إسرائيل لجهة اعتبارها «جزيرة الاستقرار في الشرق الأوسط»، وذلك مقارنة بالدول العربية الآخذة في الانهيار. إلى ذلك، أبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية الخلافات في الرأي بين إسرائيل والولاياتالمتحدة في ما يتعلق بالهجوم العسكري على إيران. واستبعدت أوساط قريبة من رئيس الحكومة أن يطلق الرئيس أوباما تهديدات مباشرة لإيران باستهدافها عسكرياً. لكن المعلق لم يستبعد أن يكون الموقف الأميركي «مجرد ضريبة كلامية شبيهة بالضريبة التي تدفعها واشنطن ضد البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة من خلال توصيفها بأنها عثرة في طريق السلام وليست مشروعة». وأضافت أن نتانياهو سيحاول أن يفهم من الرئيس أوباما ما هو «الخط الأحمر الأميركي» أمام إيران، وهل ثمة أمل أو ظروف يمكن أن تدفع الولاياتالمتحدة إلى قصف المنشآت النووية في نتانز وأصفهان وقم، أو أن ما يدور هو «مجرد كلام»، وأن قرار الهجوم هو بيد رئيس الحكومة الإسرائيلية، «وعندها سيكون اختبار القيادة الحقيقي لنتانياهو». وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن نتانياهو سيطلب خلال لقائه الرئيس أوباما ضمانات بأن تحصل إسرائيل في حال امتناعها في الوقت الحالي عن شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية، على مساعدات عسكرية وتأييد سياسي من الولاياتالمتحدة عندما تقرر شن هجوم كهذا في المستقبل.