تنوعت التجارب واختلفت الخامات في المعرض الذي نظمته «مجموعة مسار التشكيلية» بالتعاون مع المركز السعودي للفنون التشكيلية، وافتتحه يوم (الثلثاء) الماضي في جدة رجل الأعمال مازن صالح وسط حضور كثيف من التشكيليين والمتذوقين، إذ ضم المعرض ما يقارب 100 عمل فني، يتناول البيئة القروية وعوالمها الوجودية بألوانها المتعددة وذات التمايز والتناقضات، وأيضاً مساحات اللوحات المعروضة. وأوضح الفنان التشكيلي محمد الشهري، أن هذا المعرض يعد الخامس لمجموعة مسار التشكيلية، التي تضم ثلاثة تشكيليين، هم: محمد الشهري، أحمد الخزمري، وسعيد قمحاوي: كل معرض يستضيف فناناً أو فنانةً واعدة كعملية دعم من المجموعة، مشيراً إلى أن جميع الأعمال المشاركة في المعرض، «تتقاطع جميعها في الموروث السعودي، والكثير من الرموز الوطنية والدينية، وأيضاً البيئة الجنوبية». وقال إن الفنانين يحاولون أن يعيدوا صياغتها بأساليبهم، وأضاف قائلاً: «هناك خطط مستقبلية، أن نقدم معارضنا خارج المملكة عبر تمويل خاص من المجموعة، وليس لوزارة الثقافة والإعلام أي دور في تمويلنا». في حين قال التشكيلي سعيد قمحاوي إنه يحب تقديم - من خلال أعماله - تيار الفنون المعاصرة: «وما زلت أرى معظم التشكيليين على أساليبهم نفسها، ولم يتجددوا، فالعالم وصلوا إلى سطح القمر، ونحن (لا أعرف)». واستطرد قائلاً: «هذه تجربتي وأحب أن أقدمها للمتذوقين، لأن ما أقدمه هو الفن المعاصر بحكم زياراتي المتعددة للفنون في دول عدة، فرغبت أن أقدم الفن المعاصر للساحة التشكيلية لدينا من خلال أعمال، ليتعرفوا على الفنون المعاصرة». وأضاف قمحاوي معللاً: «ليتطوروا ويصبحوا أفضل مني ومن غيري، وأن بقيت الساحة التشكيلية هكذا، فلن يحدث أي تقدم أو تطور، وسنصبح عندها خانة فارغة بالنسبة إلى العالم» وعزا التشكيلي أحمد الخزمري الصوت التراثي في لوحاته إلى المدينة، وقال: «إننا دائماً في المدن الكبيرة بالذات جدة والرياض، نصطدم بالزحام والأسمنت والسيارات والصخب، فأهرب دائماً إلى الريف والقرية، لأنها تعطي الراحة البصرية والنفسية والفكرية لدى الإنسان، كما أنني عشت في قرية نائية، فجسدت تراثها من خلال أعمالي، لأن الريف وأجواءه الهادئة بمثابة نقاهة للروح».