أظهرت معركة نشبت بين باعة جائلين في حي كوبرى القبة القاهري على بعد أقل من 20 متراً من البوابة الرئيسة لوزارة الدفاع التي تصطف أمامها قوات مدججة من الشرطة العسكرية وقصر القبة الرئاسي، حالاً من التردي الأمني لم يكن متوقعاً أن تصل إليه منطقة تنتشر فيها المنشآت العسكرية من كل جهة. فبعد منتصف ليل الأربعاء-الخميس نشبت معركة بالأسلحة النارية بين باعة جائلين في شارع عبدالمجيد سليم المطل على وزارة الدفاع، وسُمع في المنطقة دوي إطلاق النيران المتقطع على مدى أكثر من ساعتين أغلق خلالهما المتشاجرون الشارع. وشاهدت «الحياة» قوات من الشرطة تغادر موقع الاشتباكات بعد أن فشلت في السيطرة عليها، واكتفت بإطلاق الرصاص في الهواء، لكن أحداً لم يعبأ بوجودها، وظل الطرفان يتبادلان التراشق بالزجاجات والحجارة وإطلاق النيران من أسلحة خرطوش ومسدسات من دون أن تحرك الشرطة ساكناً. وظل أهالي المنطقة في حال من الصدمة، إذ إن هذا المربع عُرف عنه التأمين الرفيع المستوى حتى في أيام الثورة الأولى التي شهدت انفلاتاً أمنياً عم أرجاء البلاد، إذ تضم المنطقة مقرات وزارة الدفاع وفي مواجهتها الكلية الفنية العسكرية ومستشفى القبة العسكري وعلى بعد أمتار من موقع الاشتباكات يقع مقر قيادة قوات حرس الحدود، فضلاً عن أن مقر قيادة الشرطة العسكرية لا يبعد سوى نحو كيلومتر عن الوزارة. وفرض طرفا المعركة من الباعة الجائلين سيطرة محكمة على المنطقة لما يقرب من ساعتين وحتى الثالثة بعد منتصف الليل في غيبة تامة لأي قوات أمن. وأغلقت المحال أبوابها. واعتلى المتشاجرون جسراً للمشاة يفصل بين وزارة الدفاع وقصر القبة الرئاسي وظلوا يتبادلون إطلاق النار عبره، ثم انتقلت المشاجرة إلى الجهة الأخرى المواجهة للقصر الجمهوري الذي اكتفت حراسته بمتابعة الأمر من دون أي تدخل. وفي ساعة مبكرة من صباح أمس، تكررت الاشتباكات في شكل أكثر حدة، حتى أن مترو الأنفاق لم يتوقف في محطة مترو كوبري القبة لفترة بسبب كثافة إطلاق النيران من فوق الجسر الذي يقطع خط المترو. وحضرت الشرطة التي سيطرت على الموقف بعد ساعات ونشرت أفرادها بكثافة في المنطقة. رئيس جديد للاستخبارات الحربية من جهة أخرى، علمت «الحياة» أن وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي أصدر قراراً مساء الأربعاء بتعيين اللواء محمود حجازي رئيساً لجهاز الاستخبارات الحربية. وحجازي عضو في المجلس العسكري، وأطل عبر التلفزيون أكثر من مرة في مؤتمرات صحافية أثناء فترة تولي المجلس العسكري السلطة. كما أصدر وزير الدفاع قراراً بتعيين مدير إدارة الشؤون المعنوية اللواء أحمد أبو الدهب مديراً لهيئة التنظيم والإدارة، خلفاً للواء حجازي. وكلف اللواء محسن عبدالنبي بالقيام بأعمال مدير إدارة الشؤون المعنوية. يُذكر أن جهاز الاستخبارات الحربية خلا موقع رئيسه بعد تعيين السيسي وزيراً للدفاع.