يطلق الرئيس المصري محمد مرسي حواراً وطنياً مع القوى والأحزاب السياسية خلال أيام، في مسعى منه إلى الوصول إلى توافق في شأن ترتيبات المرحلة المقبلة، بعد غياب جنرالات الجيش من المشهد السياسي وفي ظل التحضيرات لوضع دستور جديد للبلاد تعقبه انتخابات برلمانية، فيما علمت «الحياة» أن حركة تغييرات محدودة يتم الإعداد لها داخل المؤسسة العسكرية بعد إطاحة قادة المجلس العسكري. وقال مصدر رئاسي ل «الحياة» إن «الرئيس سيدعو خلال أيام إلى حوار وطني يضم كل الأطراف السياسية»، مشيراً إلى أن «الرئيس سيعلن خلال ساعات فريقه الرئاسي الذي سيضم تكليف شخصية بمسؤوليات الحوار الوطني مع القوى السياسية». وأضاف: «يتم الآن إعداد أجندة موضوعات سيتم طرحها على طاولة الحوار... الرئيس يسعى إلى التوافق على رؤية شاملة لإدارة الوطن». من جهة أخرى، أصدر وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي أمس حركة تنقلات وتغييرات بين عدد من قيادات الجيش، تم على إثرها تعيين اللواء أسامة رشدي عسكر قائداً للجيش الثالث خلفاً للواء صدقي صبحي الذي عُين رئيساً للأركان. ويعد الجيش الثالث الميداني من أهم الجيوش المصرية، إذ يتقاسم مع قيادة الجيش الثاني تأمين سيناء. وشملت الحركة تغيير قائد قوات حرس الحدود اللواء أحمد يوسف وتعيين اللواء أحمد إبراهيم بدلاً منه، وذلك في أعقاب هجوم على وحدة لقوات حرس الحدود في رفح وقتل 16 جندياً فيها. وكان إبراهيم يشغل منصب نائب رئيس هيئة العمليات. وشملت حركة التغيير أيضاً رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة اللواء محمد صابر، وتعيين اللواء محمد الشاذلي قائد المنطقة الجنوبية بدلاً منه. وتمت ترقية رئيس هيئة القضاء العسكري اللواء عادل المرسي إلى منصب مساعد رئيس الأركان وتعيين اللواء مدحت غزي المدعي العسكري السابق بدلاً منه، كما عين اللواء إبراهيم الدماطي قائداً للشرطة العسكرية خلفاً للواء حمدي بدين. وكان السيسي تحادث هاتفياً مع نظيره الأميركي ليون بانيتا في شأن التعاون المستقبلي في المجالات العسكرية بين القاهرة وواشنطن. وهنأ بانيتا السيسي بتوليه مهمات منصبه الجديد. وأكد الوزيران «عمق العلاقات العسكرية المصرية - الأميركية وضرورة تعزيز التعاون العسكري بما يحقق مصالح البلدين». ميدانياً، واصلت القوات المسلحة عملياتها العسكرية في سيناء أمس. وكشف مسؤول عسكري ل «الحياة « أن عناصر الجيش والشرطة «تهدف خلال هذه المرحلة إلى استدراج العناصر الإرهابية خارج الجبال، لإمكان تحقيق أقصى درجات النجاح في القضاء على عدد كبير منهم أثناء تحركهم في شكل مجموعات صغيرة». وأشار إلى أن «هذا التكتيك هو ما حدث خلال الأيام الماضية». ووقعت أول من أمس اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش وبين مسلحين متشددين في الشيخ زويد شمال سيناء، قُتل خلالها أحد جنود الشرطة. وأكد شهود أن قوات الجيش طاردت شقيقين مطلوبين إلا أن أحدهما تمكن من الفرار بينما تم ضبط الآخر. وأطلق بعض المسلحين أثناء المطاردات الرصاص باتجاه محطة الكهرباء في منطقة الوحشي جنوب الشيخ زويد والتي تغذي قطاع غزة بالكهرباء، إلا أن إطلاق النار لم يسفر عن شيء. وقال مسؤول إن الجيش داهم مناطق ومنازل عدة في أطرف المدينة في منطقتي الجهيني والوحشي، وألقى القبض على «عدد من العناصر» لم يحدده، فيما استهدف منازل بدوية وسيارات للموقوفين بالقذائف الصاروخية ما أدى إلى اشتعال النار بها. في غضون ذلك، صدَّق الرئيس على قرار جمهوري بالعفو عن الدفعة الثانية من المحكومين عسكرياً، وأفيد بأن هذه الدفعة تضم 150 معتقلاً على ذمة قضايا عسكرية، اعتقلتهم قوات الجيش خلال تظاهرات وقعت خلال الحكم العسكري.