أكد الملحق الثقافي السعودي لدى الأردن الدكتور محمد القحطاني، أن أوضاع الطلاب السعوديين في الأردن «مطمئنة وطبيعية»، مشيراً إلى أن الملحقية لا تمانع في نقل بعثة أي مبتعث سعودي إلى أي مكان يريده في الظروف الطبيعية، لأن نظام وزارة التعليم العالي يعطي الطالب السعودي المبتعث إلى أي دولة أجنبية الحق في نقل بعثته. وفي الوقت الذي يطالب فيه أولياء أمور لطلاب سعوديين في الأردن بنقل بعثاتهم إلى دول أخرى، نتيجة الأوضاع السياسية التي تشهدها الأردن أخيراً، قال القحطاني في حديث إلى «الحياة»: «إن الملحقية الثقافية في الأردن لا تمانع في نقل بعثة أي مبتعث سعودي إلى أي مكان يريده في الظروف الطبيعية لأن نظام وزارة التعليم العالي يعطي الطالب السعودي المبتعث إلى أي دولة أجنبية الحق في نقل بعثته». وفيما يخص الطلاب السعوديين الذين أصيبوا في وقت المظاهرات التي شهدتها مدينة إربد، أكد القحطاني أن الطلاب المصابين تماثلوا للشفاء وهم في صحة جيدة، مشيراً إلى أنه اطمئن عليهم بنفسه أول من أمس وكانوا بخير وعادوا إلى دراستهم. لافتاً إلى أن حادثة الاعتداء على الطلاب السعوديين ليس لها علاقة بالمظاهرات؛ إذ لم يكن لهم علاقة بالمظاهرات أو بالأحداث التي جرت أخيراً في الأردن. وعلى رغم التطمينات الرسمية عن عودة الهدوء إلى المدن الأردنية التي شهدت نهاية الأسبوع الماضي احتجاجات عدة على خلفية رفع الدعم الحكومي عن أسعار المشتقات النفطية، إلا أن طلاباً سعوديين يدرسون في الجامعات الأردنية عبروا في حديث مع «الحياة» عن عدم رضاهم من مستوى تفاعل السفارة السعودية في عمّان والملحقية الثقافية مع الحدث، مطالبين بتسهيل نقل بعثاتهم إلى أي دولة من الدول التي يبتعث إليها برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي أو بنقل بعثاتهم إلى الجامعات السعودية. وروى المبتعث محمد غ. ل«الحياة» لحظات عصيبة عاشها في مدينة إربد شمال الأردن، لحظة اندلاع الاحتجاجات الأسبوعين الماضيين، لافتاً إلى أنه كان يسمع إطلاق النار قريباً من سكنه، الأمر الذي أصابه وزملاءه بالهلع وفرض عليهم الإقامة في المنزل والخوف من النزول حتى للمراكز التجارية المجاورة لشراء حاجاتهم الأساسية. فيما اعتبر مبتعث آخر(فضل عدم الكشف عن اسمه) أن حادثة الاعتداء على زملائهم الطلاب بالسكاكين لدى خروجهم من الجامعة في بداية الاحتجاجات بثت الرعب في قلوبهم وجعلتهم بعيدين عن أجواء الدراسة التي تحتاج إلى تركيز عالٍ خصوصاً أنه أحد طلاب قسم الطب، مطالباً بأن ينظر المسؤولون في التعليم العالي إلى إمكان منح المبتعثين السعوديين في الأردن وعددهم نحو 2300 مبتعث رخصة في البحث عن قبول معتمد في إحدى دول الابتعاث وأن ينقلونهم إليها. من جهته أوضح عبدالعزيز الشمري وهو شقيق أحد المبتعثين في الأردن أنه لم يعد يرغب في أن يكمل شقيقه دراسته في الأردن مفضلاً أن يعود إليهم سالماً، وأن يكمل تعليمه في بلده، فيما طالب ولي الأمر أبو خالد أن يتم التعامل مع المبتعثين السعوديين في الأردن بالطريقة التي تعاملت فيها دول خليجية مع مبتعثيها، فالكويت أعلنت على لسان سفيرها استعدادها لتسهيل سفر من يرغب من الطلاب في العودة إلى الوطن، لذا فالمطلوب أن يتاح للطلاب إمكان نقل البعثة أو العودة للبلد وضمان مقعد في الجامعات الحكومية أو الأهلية وفي نفس التخصص المطلوب. وكانت مدن أردنية شهدت احتجاجات عدة الأسبوع الماضي على خلفية رفع الدعم الحكومي عن أسعار المشتقات النفطية، وتعرض ثلاثة طلاب سعوديين يومها للطعن بآلات حادة في محافظة أربد (شمال الأردن) مساء أول من أمس. وقال مسؤولون من السفارة السعودية في الأردن حينها ل«الحياة» أن الحادثة وقعت في الشارع العام وسط مدينة إربد أثناء خروج الطلاب الذين يدرسون في كلية الطب بجامعة العلوم والتكنولوجيا في إربد من درس خصوصي، مشيرين إلى أن عدداً من الجناة سرقوا أجهزة حاسب و«آي باد» من الطلاب، بعد أن أصابوهم إصابات بليغة بواسطة آلات حادة، إذ يعاني أحدهم من جرح غائر في الخد حتى الأذن، والآخر من جرح في الرقبة، والثالث من الإصابة الأخطر، إذ كان الجرح من أسفل الرقبة وحتى منتصف الظهر.