احتفظت ألمانيا هذه السنة للمرة الثانية على التوالي بلقب «الصورة الأفضل» في العالم، بفضل الأثر الاقتصادي والعلمي والسياسي والرياضي والفني الذي تركته على مجرى الأمور في العالم، وفقاً لاستطلاع تجريه سنوياً محطة الإذاعة والتلفزيون البريطانية «بي بي سي» في 24 دولة لرصد صورتها في ذهن المواطنين. والسؤال الذي يطرحه معهد بحوث الرأي العام «غلوبسكان» على 24500 شخص في 24 دولة منذ 10 سنين بتكليف من المحطة البريطانية، لا يتغيّر، وهو «ما هو تقويمك إيجاباً أو سلباً للتأثير الذي تمارسه الدول التالية في العالم»؟ وأعرب 60 في المئة من المشاركين في الاستطلاع عن اعتقادهم بأن أثر ألمانيا في العالم «إيجابي عموماً هذه السنة»، في مقابل 18 في المئة فقط قالوا إنه «سلبي عموماً». وأظهرت ألمانيا في الفترة الماضية قدرة وحنكة كبيرتين في مواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت أوروبا عام 2008 وما زالت مستمرة حتى اليوم. وتكاد تكون اليوم الدولة الوحيدة في أوروبا التي تحقق معدلات نمو اقتصادي وتحتفظ بوضع مالي سليم، وتسجل أقل معدل للبطالة، وتعتبر أحدى أكبر ثلاث دول مصدرة في العالم. وما أثار الانتباه أن غالبية مؤيدي ألمانيا جاء من كل من بريطانيا وفرنسا والولاياتالمتحدةوكندا واستراليا وكوريا الجنوبية. وحلّت كندا في المرتبة الثانية بمعدل 57 في المئة وبريطانيا في المرتبة الثالثة بمعدل 56 في المئة. وأعرب مسؤولون اقتصاديون وسياسيون ألمان عن سرورهم الكبير لحصول بلدهم على هذا التعاطف الدولي الكبير الذي ظهر بعد فوز ألمانيا أخيراً ببطولة كأس العالم لكرة القدم التي جرت في البرازيل. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير «ما يُفرح، هو أن دور ألمانيا حصل على تقدير إيجابي جداً في كل مناطق العالم، ما يعكس السمعة الجيدة التي اكتسبها رجال الأعمال الألمان والفنانون والرياضيون في الفترة الماضية». وأضاف «هذا يعكس أيضاً الجاذبية القوية لبلدنا كمجتمع مفتوح، وقوة اقتصادية، وشبكة اتصالات معولمة، وكذلك سعينا للتضامن مع الضعفاء». وشدد شتاينماير على أن من مسؤولية الحكومة والشعب «الحفاظ على هذه السمعة الدولية وتعزيزها من خلال ممارسة سياسة خارجية ذكية، والتصرف كشريك عادل وصادق يمكن الاعتماد عليه». ورصد الاستطلاع حصول تحولات جديرة بالاهتمام خلال السنين العشر الماضية، إذ تحسنت سمعة بريطانيا وصورتها في شكل واضح، فيما ساءت صورة الصين وسمعتها، كما أن صورة روسيا والاتحاد الأوروبي خسرا نقاطاً عدة. وإذا كان صحيحاً أن الولاياتالمتحدة حسّنت صورتها وسمعتها في الفترة الأولى من حكم الرئيس باراك اوباما، إلا أن الاستطلاع أظهر أن الصورة ساءت خلال السنوات الثلاث الأخيرة من ولايته الثانية.