كشف استطلاع حديث أجرته مؤسسة «غلوبسكان» تحت اسم «العالم يتكلم» لحساب هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، في 23 دولة، عن أن الفساد جاء في المرتبة الأولى كأكثر القضايا التي يتحدث عنها الناس، إذ قال نحو ربع المشاركين في الاستطلاع البالغ 11293 شخصا ، إنهم تحدثوا في تلك القضية بصورة أو أخرى خلال الشهر الماضي. وحلّ الفقر ثانيا، حيث قال واحد من كل خمسة مشاركين إنهم ناقشوا الفقر خلال الفترة نفسها. وحلت في المركز الثالث البطالة والقضايا المتعلقة بالتضخم، مثل ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة. وأشار 18 %من الذين استطلعت آراؤهم إلى أنهم تناولوا تلك الموضوعات الثلاثة في أحاديثهم أو فكروا فيها كثيرا. الهم الأكثر كآبة وأظهر الاستطلاع أن البطالة هي الهم الأكثر كآبة على نفوس الناس، فقد كشف الاستطلاع عن أن عدد مَنْ قالوا إنهم تحدثوا عن البطالة مع الأهل والأصدقاء في كل الدول التي شملها الاستطلاع خلال الأشهر الستة الماضية كان أكثر بست مرات عما كان عليه العدد نفسه في الاستطلاع المماثل الذي أجري عام 2009. وتباينت درجة الانشغال بقضية البطالة بين دولة وأخرى. فعلى رأس القائمة جاءت إسبانيا، وقال نحو 45 % من المشاركين إنهم لا يكفون عن التفكير في هم البطالة. وقد ارتفعت نسبة البطالة في إسبانيا خلال الآونة الأخيرة بسبب التضخم والإجراءات التقشفية، وهي الآن في قلب أزمة الديون التي تعصف بمنطقة اليورو. ومثلت البطالة في كل من غانا والمكسيك ونيجيريا وتركيا هما ثقيلا على الناس بشكل خاص، حيث قالت نسبة الثلث أو أكثر قليلا إنهم تحدثوا في قضية البطالة خلال الشهر السابق لإجراء الاستطلاع. يذكر أن استطلاع الرأي الذي أجري في عام 2009 تزامن بالصدفة مع ركود ضرب الاقتصاد العالمي نتيجة انهيار سوق الاستثمارات الآجلة في الولاياتالمتحدة، وقد أظهرت الآراء الثلاثة التي أجريت حتى الآن أن الحديث عن الفساد والفقر له سحر خاص في أرجاء العالم، حيث كشفت هذه الاستطلاعات أن هذين الموضوعين دائما ما يأتيان على رأس قائمة موضوعات الحوارات بين الناس. الاقتصاد العالمي وكشف الاستطلاع الأخير عن أن هناك تباينات بين الدول عندما يتحدث البشر عن القضايا التي يعتبرونها مهمة، ففي الولاياتالمتحدة وفرنسا واليابان، وكلها دول غنية ومتقدمة، تبرز حالة الاقتصاد العالمي كأكبر هم يتعاطى الناس التفكير فيه. فيما استأثر الفساد بالقدر الأكبر من أحاديث الناس في نيجيريا وتركيا وإندونيسيا وبيرو، وهي كلها دول نامية ومعظمها فقيرة وذات سجل فقير في مجال الشفافية ومكافحة الفساد. العنف والجريمة بيد أنه في مجموعة ثانية من الدول النامية مثل: الصين وكينيا والفلبين، كان ارتفاع أسعار الوقود والطاقة هو أهم المشكلات التي تحدث فيها الناس، وفي مجموعة أخرى من الدول النامية في أمريكا اللاتينية احتل العنف وتصاعد معدلات الجريمة المكانة الأولى في ترتيب هموم الحياة اليومية للبشر، وتجلى ذلك في البرازيل التي ينتشر فيها العنف الاجتماعي بين سكان المناطق العشوائية ومدن الصفيح، وكذلك الحال في الإكوادور والمكسيك. تغير المناخ وأبان الاستطلاع، أن سكان الدول المتقدمة والغنية أكثر اهتماما بالأجل الطويل في أحاديثهم، وبالتهديدات غير الوشيكة مثل التغير المناخي، بالمقارنة مع ما يتحدث عنه السكان في الدول الفقيرة والنامية. وكان استطلاع العام الماضي، قد كشف عن أن قضية الاحتباس الحراري قد احتلت المكانة الأولى بين أكثر الموضوعات التي تحدث الناس بشأنها خلال شهر الاستطلاع في عشر دول، ولكن الاستطلاع الأخير كشف عن أن القضية نفسها لم تحظ باهتمام في أحاديث الناس إلا في ألمانيا وبريطانيا.