أجرى رئيس البرلمان الايراني على أكبر لاريجاني محادثات في اسطنبول أمس مع كبار المسؤولين الاتراك بشأن اهم قضايا المنطقة. ووصف مسؤولون أتراك محادثات لاريجاني مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ب «المعمقة»، فيما كشف النقاب في انقرة عن إجراء مناورات بين قوات خاصة اميركية وتركية قد يكون هدفها سورية. وكان لاريجاني وصل أمس الى اسطنبول قادماً من بيروت في إطار جولة شملت سورية ولبنان، حيث أكد وجود خلافات كبيرة بين طهرانوأنقرة بشأن الازمة السورية، وأنه سيعمل خلال زيارة اسطنبول على تضييق هوة الخلاف بين الطرفين. وجاءت الزيارة في ظل ظروف شديدة التعقيد، خصوصا مع تعمد المسؤولين الاتراك جدولة زيارة رئيس «الائتلاف السوري» المعارض معاذ الخطيب الى تركيا مباشرة بعد موعد محادثات أردوغان مع لاريجاني، في اشارة واضحة للضيف الايراني حول موقف أنقرة الثابت في دعم المعارضة السورية. كما استقبل لاريجاني بأخبار تم تسريبها للصحافة التركية لأول مرة عن اعترافات معتقلين من حزب العمال الكردستاني عن دعم الاستخبارات الايرانية لهم وتزويدها لهم بالسلاح من أجل شن هجمات على الجيش التركي، وهي اشارات جعلت مسؤولين اتراكاً غير متفائلين بتحقيق زيارة لاريجاني أي نتيجة ايجابية، خصوصاً بعد تسريب طهران رسائل الى أنقرة تعبر عن انزعاجها الشديد من محاولة الحكومة التركية خداعها حول مسألة نشر بطاريات صواريخ «باتريوت» على الحدود التركية مع سورية، إذ كان أردوغان قد نفى وبشدة للرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد هذا الخبر اثناء وجودهما في بالي الاسبوع الماضي، بينما كان العمل يتم على نشر هذه الصواريخ على الارض التركية. وكانت الخارجية الايرانية اعربت عن قلقها من هذه الخطوة التركية، معتبرة أن نشر هذه الصواريخ سيعقد من الأمور في المنطقة ولن يساعد على حل الأزمة في سورية. في المقابل تواجه حكومة أردوغان انتقادات كثيرة وضغوطا من المعارضة بعد الكشف عن مفاجآت من العيار الثقيل تشير أغلبها الى أن حكومة حزب «العدالة والتنمية» بدأت تفضل العمل سراً ضمن مخططات كثيرة ترفض الافصاح عنها على عكس ما عرف عنها سابقاً من اتباع الشفافية في عملها الديبلوماسي على الارض. وكشفت صحيفة «أكشام» التركية عن اتفاق بين أنقرة وواشنطن تم توقيعه في تموز (يوليو) الماضي بشكل سري بين الجيشين التركي والاميركي لاجراء مناورات بين القوات الخاصة التركية والاميركية على الاراضي التركية، وهو اتفاق فريد من نوعه لانه يشمل أهم وأفضل الوحدات الخاصة في الجيش التركي التي تعمل في عمليات خاصة ودقيقة. ووفقاً لهذا الاتفاق، فإنه يحق للدولة التي توفد قواتها للتدريب أن ترسل معها ايضاًَ مسؤولين مدنيين ومعدات عسكرية وأسلحة وطائرات وسفناً حربية ومختلف التجهيزات العسكرية التي قد يحتاجونها. ومن المتوقع ان يشهد البرلمان التركي نقاشا حادا حول هذا الاتفاق الذي أرسلته الحكومة إلى البرلمان للمصادقة عليه الأسبوع المقبل، فقد أعرب عدد من النواب عن مفاجأتهم بوجود هذا الاتفاق أصلاً فيما حذر آخرون من أن يكون الهدف من هذه المناورات إجراء عمليات خاصة في سورية نظراً إلى طبيعة المناورات وتوقيتها. وفي السياق نفسه، اتهم النائب الكردي المعارض عن حزب «السلام والديموقراطية» دمير شيليك الحكومة بتقديم الدعم لجماعات مسلحة من تنظيم «القاعدة» للعمل في سورية، موضحاً أن الأهالي والمسؤولين في بلدة جيلان بينار الحدودية مع سورية يقولون أن الجيش التركي ساعد «جماعة النصرة» في دخول سورية والسيطرة على قرية رأس العين الحدودية، وأن الجيش التركي قدم للجماعة دعما لوجستياً وعسكرياً وأمدها بالسلاح. وأكد شيليك أن الجماعة التي تنتمي إلى تنظيم «القاعدة» تتحرك بحرية على الحدود بين تركيا وسورية. ومن المفاجآت في السياسة الخارجية لتركيا أيضاً، أكد وكيل وزارة الخارجية التركية فريدون سينيرلي أوغلو اجتماعه بمسؤولين اسرائيليين سراً مؤخرا في جنيف بهدف التفاوض على إعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، وهو ما أشارت اليه صحف عبرية مؤخراً. لكن سينيرلي أوغلو أوضح أن شروط تركيا لإعادة العلاقات مع إسرائيل غير قابلة للتفاوض من دون أن يفصح عن تفاصيل ما جرى في الاجتماع طالما أنه غير مستعد للتفاوض على شروط بلاده لإعادة العلاقات مع تل أبيب. في غضون ذلك (أ ف ب) توقّع وزير الدفاع التركي عصمت يلماظ صدور قرار في شأن صواريخ باتريوت، التي طلبت بلاده من حلف شمال الأطلسي (الناتو) نشرها على الحدود مع سورية، خلال الأسبوع المقبل. وأوضح يلماظ أن التحكم بصواريخ باتريوت سيكون من طريق قوات التحالف الأوروبي في حلف الناتو، التي تمتلك القوات المسلحة التركية صلاحيات فيها. وأشار إلى أن مسؤولي حلف الناتو سيجرون، بالتعاون مع مسؤولي القوات المسلحة التركية دراسة فنية من أجل حماية أوسع مساحة من تركيا. وأضاف يلماظ أن «تركيا عضو في حلف الناتو، ولذلك فإن مسؤولية حماية الحدود التركية تقع، في الوقت عينه، على عاتق الحلف».